في خضم دعوات الصدام ومقولات الصراع وازدواجية المعايير غير العادلة والأحكام المسبقة المبتسرة عن الآخر المختلف، تبرز مسألة الحوار بين الحضارات كقيمة وكقضية محورية ورئيسية لعصرنا الراهن، لأبعاد شبح العدوات المدفونة التي يراد لها أن تحيا من جديد تحت نظريات وأطر
أنت هنا
قراءة كتاب حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين - رؤية إسلامية للحوار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين - رؤية إسلامية للحوار
الصفحة رقم: 10
{قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} الأعراف الآيات 61-71·
{قال أرأيتك هذا الذي كرّمت عليّ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلاً، قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً، واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً، إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً} الإسراء الآيات 26-56·
{وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إنّ الظالمين لهم عذاب أليم} ابراهيم الآية 22·
من خلال الحوار الذي بين الله عز وجل وإبليس في الآيات السابقة، يظهر عزم إبليس ورغبته القوية الدفينة في الانحراف بالمؤمنين، وغوايتهم عن الطريق المسِتقيم، وبالإحاطة بهم من كل جانب، وتمنيتهم بالوعود المعسولة الكاذبة، في ما ينتظرهم من خير إذا انحرفوا عن الله، ويمنحه الله مايريد من ذلك، لكنه يحذره من الاستغراق في أوهامه وأحلامه، فهو لا يملك السلطة المباشرة على الإضلال، فلا يستطيع إضلال من يريد الهدى ويعمل في سبيله، ولا يقدر على إغواء من يريد الرشد ويسير على هداه، بل كل ما يستطيعه أن يمنّي ويغري ويضغط ويوسوس، فيتبعه كل من يعيش للإغراءات وينحني أمام الضغوط المتنوعة من دون مقاومة(31)
حوار نوح \ مع قومه
ومن الآيات الصريحة في مشروعية الحوار ومنطلقاته ما قصه الخالق عز وجل عن حوار نوح \ مع قومه، وفيها تجسيد حيّ على معاني الحوار، والرأي والرأي الآخر، والانفتاح عى الحقيقة، ومناقشة ما يؤدي إلى الطريق الصحيح، وعدم الانصياع إلى الفكرة الجامدة، والأحكام المسبقة، والأفعال الخاطئة وغيرها: {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه إني لكم نذير مبين، أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يومٍ أليم، فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين، قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعمّيت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون، ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم مُلاَقُواْ ربهم ولكني أراكم قوماً تجهلون، ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون، ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملكٌ ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً الله أعلم بما في أنفسهم إني إذاً لمن الظالمين، قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين، قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين} هود الآيات 52-33·

