أنت هنا

قراءة كتاب أدب الأطفال والفتيان في العالم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أدب الأطفال والفتيان في العالم

أدب الأطفال والفتيان في العالم

يبدو أن أدب الطفولة والفتوة قد عثر على مكانه داخل «ثورة» الكتاب، هذه الظاهرة العالمية التي تجلت بزيادة 40% في الإنتاج خلال 30 عاماً. ذلك أنه جرى الأخذ بعين الاعتبار واقع أن ارتقاء المطالعة يمر عبر الفتيان.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
العالم
 
إن تقديم بانوراما عن أدب الطفولة والفتيان في العالم ببضع صفحات قد يبدو للوهلة الأولى مشروعاً طموحاً بل دعيّا. وبشكل عام، حين نتحدث عن أدب الطفولة والفتيان، نستند جوهرياً للأدب الأوروبي أو الأنكلوساكسوني. إن آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، بل وحتى استراليا ـ التي هي مع ذلك بلد أنكلوساكسوني ـ مجهولة تقريباً. فنشر ترجمات وأعمال منشورة بشكل مشترك يفتح أحياناً نافذة على الأدب الياباني أو البرازيلي، لكنه لا يكفي لإيقاظ الفضول أو الاهتمام. إن الحواجز اللغوية بالتأكيد هي سبب وجيه أو تبرير قوي لهذا الجهل. لكن ثمة أسباب أخرى.
 
إن شعوراً بالتفوق، ناشئاً عن تقليد أدبي طويل، يقيم نوعاً من الانقطاع الثقافي بين دول أوروبا وغالبية الدول الأخرى. عدا ذلك، سيكون لدينا ميل لاعتبار وجود إنتاج الدول المتطورة القديمة من جهة ومن جهة أخرى الدول التي هي في طريق التطور، والتي ما تزال في تمتماتها، ولا يمكن اعتبارها جدياً.
 
ومع ذلك فنحن لسنا مسؤولين تماماً عن جهلنا. إن نظامنا الإنتاجي يحافظ عليه بعناية: الترجمات والاقتباسات والنشر المشترك، تجري جوهرياً انطلاقاً من أعمال ناتجة في البلاد المتطوّرة والتي هي بالإضافة لذلك، رأسمالية. ماذا نعرف عن الإنتاج الهام لكوبا، ورومانيا، والصين؟ إن الانقطاع الإيديولوجي بين الدول الرأسمالية والدول الاشتراكية هو دون شك النقطة الأكثر أهمية. إذ أن مفهوم دور الكتاب في حياة الطفل بالضبط هو المطروح. إن نشر كتاب الأطفال والفتيان في الدول الرأسمالية يأخذ بعين الاعتبار أحياناً حاجات الطفل، المرتبطة بطبيعته وحساسيّته ونفسيّته. لكنه يخضع بالضرورة للأولويات التجارية. فإنتاج كتب الأطفال هو مصدر جيّد للدخل بالنسبة للناشرين الذين جعلهم مجتمع الاستهلاك فجأة، بعد أعمال علماء النفس والمربّين، يكتشفون أن الأطفال والفتيان يمكن أن يشكلوا توظيفاً جيّداً كمادة للنشر.
 
لكن المنظور يختلف تماماً في البلدان الاشتراكية. فالكتاب هو أداة بناء شخصية مواطن المستقبل الاشتراكي الذي هو الطفل، ولا ينسون مع ذلك الحاجات التي يتطلّبها تطوّره. إن الأمر لا يتعلق بأن نجعل من نشر أدب الفتيان مصدراً للربح للمؤسسات الخاصة، بل، بالنسبة للدولة، أن توظّف فيه دون حساب، فعبره سيجري بناء غد البلاد. ألم يكن مؤتمر دولي حديث في موسكو يحمل عنوان «الأطفال هم مستقبل كوكبنا»؟
 
إن أرقام إصدار الأعمال المخصّصة للصغار باهرة حقاً. فإذا كان المعدّل الفرنسي يقع في حوالي/16000/ نسخة (من 40000 نسخة للإصدارات الشعبية ذات النوعية الرديئة /3000/ إلى /5000/ نسخة لبعض الألبومات)، فإننا نجد في كوبا متوسط الإصدارات /40000/ نسخة لمجموع سكاني يبلغ حوالي 8 ملايين نسمة.
 
أما في بولونيا فإن معدل الإصدار كان حوالي /55000/ عام 1974.
 
والإصدار في الصين هو بمعدل /200000/ إلى /300000/ نسخة، وكذلك في الاتحاد السوفييتي، حيث يمكن أن تصل إلى /450000/ نسخة. وفي الهند بالذات، هذا البلد الذي يسود فيه الجوع للقراءة أيضاً، فإن الإصدار لا يتناسب مع الكثافة السكانية، لكن بفضل التخطيط الحكيم فقد بلغ درجة عالية من الأهمية.
 
لذا سنحاول في هذه الصفحات القليلة أن نشرح فقط مختلف العوامل التي تؤثّر على إنتاج أدب الفتيان في مختلف البلاد، مع الإشارة إلى الجهود التي بذلت فيها، وسننطلق من بلدان دول أوروبا الغربية كي نحصل على نقطة للمقارنة.

الصفحات