كتاب " دراسات في السياسة والفكر - الجزء الثاني " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب دراسات في السياسة والفكر (جزء الثاني )
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
دراسات في السياسة والفكر (جزء الثاني )
ثانياً: جذور الفكر النهضوي العربي ورواده
وإذا كان الأمر كذلك فماذا عن المشروع النهضوي العربي؟ هل عرف هذا التلازم بين الفكر والممارسة؟ وما هي حدود ذلك التلازم؟
الحقيقة أن المشروع النهضوي العربي قد عرف ذلك التلازم، فعلى مستوى الفكر يمكن إرجاع التوجهات النهضوية إلى الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، ويعتبر "رفاعة الطهطاوي" أحد رموز هذا التيار النهضوي؛ فقد مهد للحركة القومية والدستورية في مصر والبلاد العربية، وأكد على الحل التربوي كطريق للحل السياسي، كما أكد على أن إحياء النهضة وبعث التجديد والتحديث لا يكون إلا بالتعلم، وهو خطاب مشابه لما يردده المفكرون العرب في هذه المرحلة كمخرج لحالة التأزم والإخفاق التنموي العربي - على الرغم من بعد الفترة الزمنية بين الخطابين - ولا غرابه في ذلك، فالحالة أو المشهد العربي لم يتغير كثيراً خاصة إذا ما اعتمدنا قياس الفجوة التنموية بيننا وبين الغرب - الآخذة في الاتساع - أو الفجوة بيننا وبين أمم أخرى كانت تعيش حالة مشابهة للحالة العربية من الضعف والتراجع.
كما بيَّن الطهطاوي فكرة الدولة الدستورية وامتلك رؤية عميقة للدولة الحديثة، وعرف أنها تقوم بإرادة الأمة ومن أجل مصلحتها، وأدرك العلاقة الأساسية بين الحرية والتجديد، ورأى أن التجديد والتقدم لا يكونان في فئة دون أخرى في أي مجتمع، ولا يكون في الرجل دون المرأة، فنهوض المجتمع هو نهوض بكل فئاته.