"كتاب الحكمة" للكاتب والفيلسوف الهندي أوشو، ترجمه إلى العربية المترجم والكاتب متيم الضايع، الكتاب عبارة عن محاضرات تم إلقاءها من 11\2\1979 وحتى 10\3\1979 وهي مؤلفة من 28 مقطعاً.
أنت هنا
قراءة كتاب كتاب الحكمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الدرس الثاني:
اعتبرْ جميع الظواهر أحلاماً.
لقد بدأ العمل الآن. إن (أتيشا) مكثف جداً الآن وهو يشبه البذرة وهذا هو معنى الدرس. إنه مجرد خيط، مجرد تلميح وعليك بعدها فك الشيفرة.
اعتبرْ جميع الظواهر أحلاماً.
تعني الظواهر كل ما تراه وكل ما اختبرته وتختبره. ليست الأشياء الموجودة في العالم وحدها الظواهر بل هناك العناصر الموجودة في الوعي أيضاً. يمكن أن تكون الظواهر عبارة عن أشياء موجودة في العالم وربما كانت مجرد أشياء خاصة بالعقل، ربما كانت خبرات روحانية عظيمة. كل تلك الأمور ظواهر.
ربما تلاحظ أن (الكونداليني) تظهر فيك وهي أيضاً ظاهرة، إنها حلم جميل، حلم لطيف جداً لكنه يبقى حلماً. ربما رأيت ضوءاً يغمر كيانك أو رأيت زهر اللوتس يتفتح بداخلك وينثر شذى رائعاً من خلال كينونتك، تلك أيضاً عبارة عن ظواهر لأنك الشخص الذي يرى ولست المرئي، لأنك الشخص الذي يختبر وليس الواقع تحت الاختبار، لأنك الشاهد ولست المُشَاهَد.
كل ما يمكن مراقبته ورؤيته وفهمه هو عبارة عن ظواهر. ظواهر مادية، ظواهر نفسية، ظواهر روحانية ـ إنها القصة نفسها. ليس هناك من داع للتمييز بينها لأن الشيء الأساسي الذي علينا أن نتذكره هو أنه أياً كان الشيء الذي باستطاعتنا رؤيته يكون حلماً.
اعتبر جميع الظواهر أحلاماً.
هذه آلية قوية جداً. حاول التفكير بتلك الطريقة: إن كنت تسير في الشارع وتفكر بأن الناس الذين يعبرون أمامك هم عبارة عن أحلام، المتجر والبائع والزبائن والناس الذين يذهبون ويأتون جميعهم أحلام، كما هي حال البيوت والحافلات والقطارات، إن فكرت بذلك فسوف تتفاجأ فوراً بشيء ذي أهمية كبيرة يحدث بداخلك. في اللحظة التي تفكر فيها بأن "كل ذلك عبارة عن أحلام." سيقف أمام ناظريك شيء واحد وهو "أنا أيضاً حلم." لأنه إن كان كل ما أراه حلماً فعندها من هو هذا "الأنا"؟ إن كانت المادة عبارة عن حلم فالموضوع هو حلم أيضاً. إن كان العنصر زائفاً فكيف للموضوع أن يكون حقيقة؟ مستحيل.