رواية "طوي بخيتة"، للكاتبة الإماراتية مريم الغفلي، الصادرة عن دار الحوار للنشر والتوزيع عام 2012، نقرأ من أجوائها:
قراءة كتاب طوي بخيتة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

طوي بخيتة
تبسم مصبح وهو يقول:
- لا عليك خالتي كنت أمازحك. أنا لا أرضى بأن آخذ شيئاً دون دفع ثمنه. أنا أعلم مدى المشقة التي تكابدينها في تربية اليتامى.
جهزت له القليل من المر وصرته في خرقة مهترئة، كما جهزت له الحلبة والزعتر والحبة الحمراء، ونظرت نحوه بحنان ولسانها يدعو له قائلة:
- إن شاء الله تفرح بالولد وبسلامة أمه، رد السلام على عربانك وأهلك.
شكرها مودعاً وهو يحمل مشترياته، تلفت من حوله يستطلع محطته التالية في دكان عباس للمير.
عباس يجلس أمام دكانه، يتقدمه الجدو، كركرة الجدو ورائحة الغليون تملأ المكان، بينما تطاير الذباب في سحابة كبيرة سوداء جراء رائحة الأسماك المجففة التي امتلأ بها السوق.
ما إن لمحه عباس قادماً حتى هب لاستقباله مرحباً:
- مرحبا مرحبا. حياك الله يا مصبح. كيف حالك؟ كيف حال الفريج والبدو كلهم؟ هل أحضرت البثيث واليقط؟
ضرب مصبح كفاً بكف ضاحكاً من ترحيبات عباس الذي لم ينتظر جواباً، بل أخذ يفتش في الخرج الكبير الذي يحمله مصبح، فاستوقفه قائلاً:
- مهلاً مهلاً، تفضل هذا مقصدك من البثيث واليقط.
وأردف عباس:
- تفضلي تفضلي مصبح اجلسي.