"روائع النهى" ديوان الشاعرة الفسلطينية الراحلة نهى عبد العزيز التميمي، جمع ومراجعة وتدقيق وترتيب كل من: ابنها عنان محمود الدجاني وحفيدها عمرو مصطفى الوشاح، وصدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013، وكتب كل من جامعي الكتاب في مقدمة الأهداء:
أنت هنا
قراءة كتاب روائع النهى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
روائع النهى
رحلة إلى جبل الرحمة... جبل النور...
إلى عرفات...
أحبابك يا بكة جاؤوا
شؤبوب الرحمة قد شاؤوا
بالنور يشع الدأداء
والتوبة تهمي ورجاء
القاصي منهم والداني
قد لبّى أمر الرحمن
في خير مكانٍ وزمانِ
يتساوى الكل بذي الشانِ
تجاراً جاؤوا ما ابتاعوا
للدنيا متاعاً أو باعوا
إن شبعوا حتى أو جاعوا
قد حمدوا الله وأطاعوا
أشواطاً سبعاً قد طافوا
ولذائذ شتى قد عافوا
ويرفرف طهرٌ وعفافُ
وبشائر هلت وقطافُ
لمّا سطعت أضواءُ
للكعبة زالت أنواءُ
وعليهم هانت لأواءُ
وانقشع الوهن وإعياء
رحماك إلهي غفرانك
لبيك إلهي سبحانك
ورضاك إلهي وجنانك
فتعالى ربي وتبارك
لبيك إلهي لبيك
ملكوتك يشدو لبيك
عبادك لبّوا وأتوك
ما أعظم شأنك لبيك
يا مكة ثغرك وضّاح
وأريج التوبة فوّاح
والكل سعيدٌ مرتاح
ما لاح مساءٌ وصباحُ
والكعبة تطفئ أشواقاً
كي تضرم وجداً رقراقا
قد أبرم كُلٌ ميثاقا
بفؤادٍ يخفق توّاقا
كي ينهل من نبع التقوى
والنفس تخالجها النشوة
والروح تسامت في الصحوة
كي تجني فوزاً والثروة
يا مكة ثغرك بسّامُ
وشذاك يفوح وأنسامُ
باليمن تغرد أيّام
ويروق صفاءٌ ووئام
والتقوى تَمخرُ آفاقاً
والزهد تألق خفاقا
وعبير التوبة قد راق
وخواطر زادت إشراقا
أطيافك عذبى وسماح
وترفرف حولك أرواح
أفواهك فضلى وفِراح
وترابك عطرٌ فواح
أبواب الرحمة لن تغلق
وروافدُ برٍّ كم تُغْدِق
ودموع النادم كم تهرق
لبيك إلهي ربَّ الخلق
عرفات تراءت روعتها
ولجين العفة حلّتها
وهدير حجيجٍ يسعدها
وحفيف ملاكٍ يؤنسها
أسراب النور بها ابتسمت
وحناجر شُقَّت وابتهلت
لبيك إلهي ما سكنت
آناء اليوم وما وهنت
حجاجك يا كعبة عادوا
بجهاد النفس لكم جادوا
وشعاع العزة وقّاد
والروح تسامت وفؤاد
بشهادة ميلادٍ فضلى
وخلالٍ ساميةٍ مثلى
ونسيمٍ قدسيٍّ أعلى
بالنشوة يسري ما أحلى
حجوا... نحروا... وابتهلوا
رجموا إبليس وما وجلوا
ما ساور همتهم كللُ
بنفوسٍ عطشى قد وصلوا
وتزف البشرى أنسام
بالعيد هنيئاً ومرام
مذ هلل كونٌ وأنامُ
الله رحيم وسلام
يا زمزم رفقاً وحنانا
ففؤادي يهطل أشجانا
ورحيقكِ يطفئ أحزانا
مختومٌ يغسل أدرانا
فطواف وداعك يا مكة
غُصَصٌ في المهجة كم أبكى
قد دُكَّ الشرك بك دكاً
وحثا الرحمن بك المسكا
حجاجك يا كعبة آبوا
وعبير الجنة ينساب
ورضاب الرحلة خلاّبُ
والفرحة هلّت وثواب
أحبابك يا بكة عادوا
ولواعج شوقٍ تزداد
يا مكة قلبي مشتاق
للقاك ودمعي مِهراق
ومعين البهجة رقراق
والتقوى زادٌ ونطاق
يا حلمي الأكبر ضميني
لحنايا صدرك واسقيني
لا يطفئ شوقاً يكويني
إلا زمزم فارويني
ميثاقٌ يلزم بالنيّة
بأداء شعائر روحية
ما بين العبد وخالقه
في رحلة نور أبدية
وسراج البهجة وضّاء
والزهد شعارٌ وغذاء
أحبابك يا مكة جاؤوا
والتوبة تهمي ورجاء
بدموع التوبة قد شرقوا
لهثاتٍ صغرى قد شهقوا
بالندم ينوء به الفسق
يتوسل كلُّ ما طفقوا