كتاب "الكويت من التحرير إلى الاختلال"، هذا الكتاب هو الجزء الثالث من سلسلة مكونة من ثلاثة أجزاء تتناول في مجموعها تاريخ الكويت السياسي منذ النشأة حتى نهاية العام 2012، ويتحدث هذا الجزء عن الفترة الممتدة من تحرير الكويت (من الاحتلال العراقي) في السادس والعشر
أنت هنا
قراءة كتاب الكويت من التحرير إلى الإختلال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الكويت من التحرير إلى الإختلال
مقدمة
الكويت
من التحرير إلى الاختلال
هذا الكتاب هو الجزء الثالث من سلسلة مكونة من ثلاثة أجزاء تتناول في مجموعها تاريخ الكويت السياسي منذ النشأة حتى نهاية العام 2012، ويتحدث هذا الجزء عن الفترة الممتدة من تحرير الكويت (من الاحتلال العراقي) في السادس والعشرين من فبراير 1991 إلى انتخابات مجلس الأمة (حسب نظام الصوت الواحد) في الأول من ديسمبر 2012، وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول - وملحق - يتناول كل منها مرحلة تاريخية تختلف عن الأخرى، فالفصل الأول يبدأ مع تخلص الكويت من الاحتلال العراقي وعودة سُلطة (آل صباح) لاستئناف حكمها بعد انقطاع دام سبعة أشهر، وبذلك يمكن اطلاق اسم (الدولة الثانية) على كويت ما بعد الاحتلال·
ويعالج الفصل الأول بصمات الاحتلال على مختلف شرائح الشعب الكويتي الذي انقسم إلى (صامدون) بقيوا في الكويت لمواجهة الاحتلال بقسوته، و(لاجئون) خرجوا من الكويت لمواجهة التشرد بقسوته أيضاً، وبين قسوة الاحتلال وقسوة التشرد كان اللقاء·
ثم ينتقل الفصل لتسليط الضوء على الاستحقاقات المفروضة على حكومة كويت ما بعد التحرير، سواء جاءت من الداخل أو الخارج، بما فيها الاستحقاقات المتوقعة اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية نظير قيادتها لعملية التحرير، وكيف تسببت هذه الاستحقاقات في نشوء الخلاف بين أقطاب السلطة·
ويستمر الفصل في سرد الأحداث السياسية بداية بعودة العمل بدستور 1962 وعودة مجلس الأمة في العام 1992، ويشمل أيضاً تغطية أهم أحداث مجالس 1996 و1999 و2003، بما في ذلك طغيان الصبغة الدينية المتطرفة على النائب الكويتي وانعكاس هذا التطرف على عمل المجلس بشقيه الرقابي والتشريعي·
أما الإثارة فتأتي في العام 2001 بتعرض الولايات المتحدة الأمريكية لهجمات إرهابية نفذها تنظيم (القاعدة) الذي يقوده المواطن السعودي أسامة بن لادن، وبذلك تعلن الحكومة الأمريكية (الحرب على الإرهاب) أو (الحرب على التطرف الإسلامي)، لتقع الكويت بين سندان المتطرفين دينياً من مواطنيها ومطرقة الضغط الأمريكي، وفي هذا المجال يغطي الفصل الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق·
وينتهي الفصل الأول بذكر تبعات تقهقر الحالة الصحية لأمير البلاد الشيخ جابر الأحمد ورئيس حكومته وولي عهده الشيخ سعد العبدالله، مما أدى إلى انتقال الإدارة (الفعلية) للبلاد إلى وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد، الذي اضطر للدفع نحو فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء في العام 2003، لكن ذلك لم يحصن البلاد من مواجهة (أزمة حكم) عند وفاة سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد في بداية العام 2006، والتي تبدأ معها أحداث الفصل الثاني·
ويذكر الفصل الثاني تفاصيل (أزمة الحكم) بكل ما فيها من تفاصيل أدت في النهاية إلى تصويت مجلس الأمة على نقل صلاحيات (تنحية) سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح إلى مجلس الوزراء، وكيف ساهم ذلك في بروز الخلافات العميقة بين أقطاب الأسرة الحاكمة، حيث انعكست تبعات هذه الخلافات على الساحة السياسية بشكل عام، وعلى أعضاء مجلس الأمة بشكل خاص·
وينتقل الفصل بعد ذلك لنقل تفاصيل دخول (شباب المدونات الإلكترونية) على الساحة السياسية ودورهم المؤثر في استسلام الحكومة للمطالب الشعبية بتقليص الدوائر الانتخابية من 25 إلى 5 دوائر، وتزامن ذلك مع حصول المرأة على حق الترشح والانتخاب وصدور قانون المطبوعات الجديد الذي فتح الأبواب أمام دخول وسائل الإعلام الخاصة للمشهد السياسي·
أيضا يتناول الفصل ارتفاع وتيرة التناحرات الداخلية بين أطياف الشعب الكويتي سواء جاءت في القالب المذهبي بين الشيعة والسُنة، أو القالب الاجتماعي بين أبناء القبائل والعوائل، أو القالب الاقتصادي بين طبقة الموظفين والتُجار·
أما الحدث الأبرز في هذا الفصل، فهو نجاح مجلس الأمة الكويتي برفع سقف الرقابة العامة من خلال استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رغم انتمائه إلى ذرية الشيخ مبارك الصباح المؤهلة للحكم، وبطبيعة الحال لم تمر هذه العملية مرور الكرام، فقد تسببت تبعاتها المتراكمة في الصدام المباشر بين السلطة والمعارضة في ديسمبر 2010 في ما يسمى بأحداث (ديوان الحربش)، الذي تنتهي معه أحداث الفصل الثاني من الكتاب·
ويبدأ الفصل الثالث - والأخير - بالانتقال نحو الأحداث الإقليمية، فيسلط الضوء على ثورات الشعوب العربية فيما يعرف باسم (الربيع العربي)، وكيف انعكست هذه الثورات على الشارع الكويتي بشقيه الحكومي والشعبي، وكيف تسبب اختلاف مواقف كل منهما في التصادم بين الطرفين·
ويركز هذا الفصل بشكل كبير على صراعات أقطاب الأسرة الحاكمة واستخدامهم لمجلس الأمة ووسائل الإعلام كـ(حلبة) لهذا الصراع، وما صاحب ذلك من انحدار شديد في لغة الحوار أصبحت معه الكويت المثال الأسوأ للممارسة (الديموقراطية)، وقد يعاتبني البعض على نقل ما جاء على لسان هؤلاء من عبارات نابية وكلمات بذيئة مما سيقلل من القيمة (الأدبية) لهذا الكتاب، ورغم تقبلي لهذا العتاب فإنني اخترت أن أنقل الحدث بكل أبعاده الإيجابية والسلبية إلى القارئ، حتى تكتمل عنده الصورة، ويتفهم بشكل أعمق ما هي (الأفعال) التي سببت (ردود الأفعال)
وفي الجزء الأخير من الفصل ننتقل إلى تفاصيل أزمة - أو فضيحة - (الإيداعات المليونية) وتسببها المباشر في استقالة رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، وما تلا ذلك من حل لمجلس الأمة وانتخاب مجلس آخر تم (إبطاله) بعد خمسة أشهر بسبب خطأ إجرائي، وتدخل الأمير قبل انتخاب المجلس المقبل لتعديل النظام الانتخابي من خلال تقليص عدد الأصوات التي يحق للناخب الإدلاء بها من أربعة إلى صوت واحد، وهذا ما اعتبرته المعارضة (انقلاباً) على الدستور لا يمكن مواجهته إلا بالدعوة لمقاطعة الانتخابات المقبلة·
بهذه الأحداث نختتم الكتاب، مع ارفاق الفصل الثالث بملحق مختصر حول أهم الأحداث المحلية والإقليمية للعام 2013·

