قراءة كتاب الحبشي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحبشي

الحبشي

كتاب "الحبشي"، يقول الكاتب في مقدمته: إن من أشد ما بليت به الأمة في تاريخها الطويل: الأفكار والحركات المنحرفة التي تنتسب إلى الإسلام فتسيء إليه، وتخفي محاسنه، وتكون طريقاً للمنحرفين ليفسدوا فيه، ولقد وجد الانحراف الفكري والمسلكي في شتى فترات التاريخ الإسلام

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 2

سيرة المؤسس

تنسب فرقة الأحباش إلى رجل من الحبشة يدعى الشيخ عبد الله الحبشي؟ وإليك لمحة موجزة عن هذا الرجل نوردها كما يلي:
ـ لا نجد أولى من تعريف الناس بالحبشي من أهل بلده أو القريبين منه، وعندما نجد أحدهم وهو الشيخ محمد الشيخ عثمان الصومالي يقول: هو ليس من الصومال كما يدعي، ولا أظنه معروفاً عند الصوماليين فضلاً عن غيرهم، أو أن يكون مفتيهم، وهو شخصية غامضة عند المسلمين هناك.
ـ ويقول الأستاذ دمشقية: قدم عبد الله الهرري الحبشي إلى لبنان واغتر به الناس، وجهلوا أنه أتى من بلد يبغضه أهلها، حتى صاروا يلقبونه بـ(شيخ الفتنة) حسب شهادة بعض أقارب الحبشي، وذلك لمساهمته في فتنة كُلُب، في بلاد هرر بإيعاز من أهل أديس أبابا حيث تعاون مع أعداء المسلمين، وبالذات حاكم أندارجي، صهر هيلا سيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية، وتسبب في إغلاق مدارس الجمعية الوطنية الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367-1948.
وصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثة وعشرين سنة مع النفي، وبالفعل تم نفيه إلى مقاطعة جوري، طريداً سجيناً وحيداً حتى قضى نحبه بعد سنوات قليلة، ثم انتهى الأمر بتسليم الدعاة والمشايخ إلى هيلا سيلاسي وإذلالهم، ومنهم من فر إلى مصر والسعودية واستقر بهما.
ـ ومع هذا يصر تلامذته على الترجمة المبالغ فيها له، وإليك ترجمته كما يذكرون:

اسمه ومولده

هو العالم الجليل قدوة المحققين، وعمدة المدققين، صدر العلماء العاملين، الإمام المحدث الحافظ التقي الزاهد الفاضل العابد صاحب المواهب الجليلة الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يونس بن عبد الله بن جامع الهرري الشيبي العبدري مفتي الصومال حفظه الله.
ولد الشيخ عبد الله في هراة سنة 1339-1920.

نشأته ورحلاته

نشأ الشيخ في بيت متواضع محباً للعلم وأهله، حفظ القرآن استظهاراً وترتيلاً وإتقاناً وهو ابن سبع سنين، ثم اشتغل بحفظ المتون الشرعية، وأولى علم الحديث اهتمامه، فحفظ الكتب الستة في الحديث وغيرها بأسانيدها، حتى أنه أجيز بالفتوى ورواية الحديث وهو دون الثامنة عشر.
أخذ الفقه الشافعي وأصوله والنحو عن العالم النحرير محمد عبد السلام الهرري، والشيخ يونس الحبشي، والشيخ محمد سراج الجبرتي، وأخذ ألفية الزبد في الفقه الشافعي والتنبيه والمنهاج، وألفية ابن مالك، واللمع للشيرازي، وغير ذلك من الأمهات، وقرأ فقه المذاهب الثلاثة وأصولها على الشيخ محمد العربي الفاسي ـ نسبة إلى فاس من بلاد المغرب ـ والشيخ عبد الرحمن الحبشي، وأخذ علم التفسير عن الشيخ شريف الحبشي، وأخذ الحديث وعلومه على كثيرين؛ أجلهم الشيخ أبو بكر محمد سراج الجبرتي مفتي الحبشة، وغيره من العلماء.
وأخذ علوم العربية بخصوص عن الشيخ الصالح أحمد البصير، والشيخ أحمد بن محمد الحبشي، واجتمع بالشيخ الصالح المحدث القارئ أحمد بن عبد المطلب الحبشي شيخ القراء في المسجد الحرام؛ فأخذ عنه القراءات الأربع عشرة، واستزاد منه في علم الحديث فقرأ عليه وحصل منه على إجازة، ثم أخذ عن الشيخ داود الجبرتي القارئ، ومن الشيخ المقرئ فايز الديرعطاني نزيل دمشق، وجامع القراءات السبع، وذلك لما سكن الشيخ عبد الله دمشق، وانفرد في أرجاء الحبشة والصومال بتفوقه على أقرانه في معرفة علم رجال الحديث وطبقاتهم، وحفظ المتون، والتبحر في علوم السنة واللغة والتفسير والفرائض، وغير ذلك، حتى أنه لم يترك علماً من العلوم الإسلامية المعروفة إلا درسها، وله فيه باع.
وربما تكلم في علم فيظن سامعه أنه اقتصر عليه في الإحكام، وكذا سائر العلوم، على أنه إذا حُدِّث بما يعرف أنصت إنصات المستفيد، ثم توجه الشيخ إلى مكة، فتعرف على علمائها كالشيخ العالم السيد علوي المالكي، والشيخ أمين الكتبي وحضر على الشيخ العربي التباني(3)، ثم رحل بعدها إلى المدينة، واتصل بعلمائها، فأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن علي الصديقي البكري الهندي الحنفي، وأجازه، ثم لازم مكتبة عارف حكمت والمكتبة المحمودية مطالعاً منقباً بين الأسفار الخطية، مغترفاً من مناهلها؛ فبقي في المدينة مجاوراً سنة، ثم رحل إلى بيت المقدس في أواخر العقد الخامس من هذا القرن، ومنه توجه إلى دمشق، فاستقبله أهلها بالترحاب لا سيما بعد وفاة محدثها الشيخ بدر الدين الحسيني رحمه الله، ثم تنقل في بلاد الشام، وأخذ صيته بالانتشار، فتردد عليه مشايخ الشام وطلبتها، وتعرف على علمائها واستفادوا منه، وشهدوا له بالفضل، وأقروا بعلمه، واشتهر بالديار الشامية، بمحدث الديار الشامية، وخليفة الشيخ بدر الدين الحسيني، ثم قدم بيروت عام 1370-1950 فاستضافه كبار مشايخها، واجتمع بالشيخ توفيق «الهبري» رحمه الله، وعنده كان يجتمع بأعيان بيروت.

الصفحات