كتاب "الحبشي"، يقول الكاتب في مقدمته: إن من أشد ما بليت به الأمة في تاريخها الطويل: الأفكار والحركات المنحرفة التي تنتسب إلى الإسلام فتسيء إليه، وتخفي محاسنه، وتكون طريقاً للمنحرفين ليفسدوا فيه، ولقد وجد الانحراف الفكري والمسلكي في شتى فترات التاريخ الإسلام
قراءة كتاب الحبشي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نشأة الأحباش
عرض الدارسون لجماعة الأحباش لتاريخ نشأتهم، وفي هذا يقول صاحب بحث الهررية: ولكن علمه وفرقته وأفكاره لم تنتشر، ولم يصلنا عنها شيء، خلال حقبة من الزمن إلى منذ عقد فقط، وبالتحديد في العام 1974، وكان خلال هذه الفترة يتنقل بين المساجد، وكان يبيت فيها، ويكلم الناس عن الحديث والفقه، ويدعي أنه حافظ ومفتي، وفي العام 1974 أسس أول مجموعة من تلاميذه في مجموعة صوفية على الطريقة الرفاعية، ومع بدء أحداث الحرب الأهلية في لبنان 1977 استغل الحبشي هذه الأحداث فأسس مجموعة مسلحة من أتباعه تدربت في منطقة الدامور بشرق بيروت مع حركة فتح، وعند اجتياح يهود للبنان 1982 لم يشارك الأحباش القوى اللبنانية في مقاومتها لليهود، وكانت دعواهم أنهم الآن في المرحلة المكية، والتي لم يشرع فيها القتال بعد، وأفتوا بأن من قتل على يد اليهود ليس بشهيد، وأنه لا داعي لمقاومة يهود، بل الواجب هو تصحيح عقائد المسلمين في هذه المرحلة، ويا ليتهم فعلوا ذلك، ولكنهم في الحقيقة انشغلوا بإفساد عقائد المسلمين وتشكيكهم بدينهم وعلمائهم.
وظهر الأحباش في ميدان القتال في العام 1975 حيث شاركوا علناً للمرة الأولى في تشكيل العمق الاستراتيجي لحركة أمل الشيعية، وحراسة ظهرها من الموارنة، حينما فامت حركة أمل بقتل الفلسطينيين في مخيمات بيروت، ونكلتبهم.
أماكن انتشارهم
الأحباش داء عضال ما أن يسري في بلد حتى يعم مدنه وقراه، ولذا فقد نشأ هؤلاء في لبنان وفي بيروت بالتحديد، ثم انتشروا في مختلف أرجاء لبنان يعيثون فساداً ويشوشون بين المسلمين هناك، ولقد ساعد على انتشارهم الوضع المتردي في لبنان وظاهرة الاقتتال السائدة فيه، ومن لبنان انتقل الأحباش إلى الدول المجاورة، فهناك أحباش في الأردن وسوريا والسعودية، وأمريكا وأوروبا، وحتى في أوكرانيا.