"النحت في ذاكرة الصحراء"، هو كتابٌ صغير يروي فيه الكاتب تجربته الشخصية، واللحظات الجميلة التي قضاها في ربوع النقب، إن كان ذلك في الجامعة حيث درَسَ لعدة سنوات، أو خلال فترة التدريس التي قضى أكثر من عقد يُدرِّس فيها في مدرسة الرازي الإعدادية والثانوية في رهط.
أنت هنا
قراءة كتاب النحت في ذاكرة الصحراء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الأحزاب والانتخابات
لم يعد سراً كون الانتخابات في الجامعات تحركها القيادات الحزبية العليا, وفق ضوابط اللعبة السياسية، أصبحت جامعة بئر السبع مثل خلية النحل, زيارات بيتية وزيارات لقيادات حزبية, محط أنظار وانتظار الجميع, تبلورت وتشكلت قوائم عربية, الجبهة والمستقلون والتجمع.
وبدأ التراشق عبر المنشورات الملونة, والمؤلم في الأمر أن جميع المرشحين في القائمتين (الجبهة والتجمع), من نفس باقة الورد. لم أرشح نفسي في مكان متقدم رغم أن بيتي كان مقراً، إن شئت أن تسميه دار الأرقم بن الأرقم الحديثة، أو دار الندوة في عيون "الخصوم السياسيين"، ومنه تصدر القرارات الحاسمة. في نفس العام بسبب التعنت والضغوطات الخارجية تم وأد مشروع الانتخابات في مهده لأُمور لا تتعلق بطلاب جامعة بئر السبع بل لرغبة البعض في ضم كليات أُخرى للانتخابات ظناً منهم أن لهم فيها قاعدة شعبية عريضة.
بعد عدة سنوات جرت انتخابات أشترك بها ممثلون عن الجبهة والتجمع ومستقلون, تكللت المحاولة بالنجاح, لكن الحقل السياسي الطلابي سرعان ما جف, بعد ترك القيادات الطلابية النشطة الساحة السياسية وعدم اعتراف الجامعة بلجان أُخرى على أساس قومي، وتقاعست الأحزاب العربية في استثمار جهدها في حلبة جامعة بئر السبع، ربما بسبب نسبة الطلاب العرب الضئيلة هنالك والبعد الجغرافي.
رابطة أقلام الجنوب
بعد فشل العمل الحزبي والتحفظ من انخراط البعض تحت ظلاله, والفراغ الذي نتج عن تجمد فاعلية الأحزاب والحزبين, رأيتُ مع مجموعة من الأصدقاء إقامة رابطة أقلام الجنوب: من بين المؤسسين الشاعر صالح الزيادنة، يوسف الطوري, أمل أبو عمره, الكاتب كرم أبو مخ, سلمان الطوري, متعب أبو ناصر، حسام غنايم، كفاح عسلية، كان القلم هو القاسم المشترك والرغبة في تقديم الخدمة للطلاب العرب والمجتمع العربي في النقب حافزاً قوياً.
بدأنا بإصدار مجلة الينبوع (5000) نسخة وزعت قطرياً, تنظيم الأُمسيات الأدبية وتنظيم الاحتفالات الطلابية وحظينا بدعم إدارة الجامعة ومجلس الطلاب وترحيب طلابي كبير, وكنا نموّل معظم النشاطات من نفقتنا الخاصة, وأحياناً نُجند الدعم من الجامعة وأصدرنا أكثر من عشرة كتب لأعضاء المجموعة, ونشر عن إبداع الأعضاء في وسائل الأعلام العربية والعبرية, واستمر عمل الرابطة بعد النجاح في إجراء الانتخابات الطلاب العرب منذ عام 1996 حتى 2004 كان يمثل أمامي الكاتب العملاق جبران خليل جبران عندما أقام رابطته الشهيرة في المهجر لتصبح منارة للأدباء والكتاب .
البوصلة
يجد الطالب العربي نفسه أحياناً أمام معضلات ومفترقات طرق, لم تقارع فكرة من قبل ماذا وأي مجال سيتعلم ؟ وهل سيساعده في مشواره مع الحياة وفي خدمة مجتمعه ؟! التسجيل للجامعات عشوائي, والمواضيع ارتجالية, المحصلة: هدر الوقت والمال, وتعليق آمال عريضة على ورقة توت هزيلة، ينقصنا التوجيه الأكاديمي والإرشاد في المدارس الثانوية, لنشق طريقنا بتخطيط وإستراتيجية مدروسة .