أنت هنا

قراءة كتاب حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية

حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية

أرض الصراع بيننا وبين اليهود في هذا العصر هي الأرض المقدسة المباركة، الواقعة بين النهرين الإسلاميين: الفرات والنيل.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

مظاهر حكم سليمان في فلسطين

قال تعالى عن سليمان (عليه السلام): ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ﴾ [الأنبياء:81].
استقر بنو إسرائيل المؤمنون في الأرض المباركة «فلسطين» وأقاموا فيها حكماً إسلامياً، على يدي «يوشع بن نون» وخلفائه المؤمنين الصالحين.
وجدّت لهم فيها أمور بعد ذلك، وحدثت منهم مخالفات، فعاقبهم الله، وسلط عليهم أعداءهم الكافرين، فهزموهم في الأرض المباركة، ثم عادوا إلى الله تعالى، ورغبوا في الجهاد، فاختار لهم من بينهم «طالوت» ملكاً، وقادهم طالوت في حرب زعيم الكفار «جالوت»، وانتهت الحرب بانتصار طالوت وجيشه المؤمن، على جالوت وجيشه الكافر، وجاءهم نصر الله في تلك المعركة.
وبرز من بين جيش طالوت شاب مؤمن مجاهد، هو «داود» (عليه السلام)، الذي هجم على الكافر «جالوت» وقتله، كما تخبرنا آيات سورة البقرة، في قصة طالوت وجالوت وداود.
وحكم داود بني إسرائيل بعد ملكهم طالوت، وأقام فيهم حكماً إسلامياً ربانياً عادلاً، وبعد وفاته ورثه ابنه سليمان -عليهما السلام- وأقام فيهم حكماً إسلامياً إيمانياً مباركاً.
ومكن الله للنبي الملك الداعية العادل سليمان (عليه السلام) في الأرض، وتوسع ملكه وسلطانه، وامتدت دولته خارج «الأرض المباركة» ووصلت إلى اليمن، حيث مملكة سبأ هناك، واتصل سليمان (عليه السلام) بملكة سبأ، ودعاها إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، وجرت له معها وقائع وتفصيلات، ذكرتها آيات سورة النمل، وانتهت بمجيء ملكة سبأ إليه، وإسلامها بين يديه، حيث قالت: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ﴾ [النمل:44].
وسخر الله لسليمان (عليه السلام) ما لم يسخر لغيره، حيث ذلل له الجن، وحكمه في الشياطين، وجعل الريح تحت أمره، تتحرك بمشيئته: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴾ [ص:36-38].
هذه الريح كانت تغدو بأمر سليمان (عليه السلام) في مدة شهر، وتروح وتعود في مدة شهر، وتتحرك في مختلف بقاع وأطراف مملكته الإسلامية، من فلسطين إلى اليمن: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ [سبأ:12].
وقد أخبر الله في سورة الأنبياء، أن هذه الريح كانت تجري بأمر سليمان (عليه السلام) إلى الأرض المباركة فلسطين، التي بارك الله فيها، وتحمل لها الرخاء والغيث والخصب والخير: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ [الأنبياء:81].

الصلة بين اليمن وفلسطين زمن سليمان

قال تعالى عن الصلة بين سبأ وفلسطين: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [سبأ:18-19].
لقد نشأت صلة وثيقة بين مملكة سبأ في اليمن، وبين فلسطين الأرض المباركة، بعد ما أسلمت ملكة سبأ، واتبعت سليمان(عليه السلام)، وأتته إلى مقره
في فلسطين.
ويبدو أن مُلك سليمان وصل إلى سبأ في اليمن، وأنها كانت
ضمن مملكته.
وقد أدى حكم سليمان لليمن، إلى ازدهار الحياة بين فلسطين واليمن، وانتشار الخير والرخاء بينهما، وإنشاء القرى والتجمعات السكنية على الطريق، وبالذات شمال اليمن، في منطقة عسير والحجاز.
ومعنى قوله: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً﴾.
جعل الله قرى ظاهرة بارزة عامرة، آهلة بالسكان بين قوم سبأ في اليمن، وبين القرى التي بارك الله فيها، والقرى التي بارك الله فيها هي قرى ومدن فلسطين المباركة، التي كانت عامرة آهلة بالسكان، أثناء حكم سليمان (عليه السلام).
وتسجل الآية آثار حكم سليمان لفلسطين واليمن، زمن ملكة سبأ، وتبين مظاهر الخير والبركة، التي شملت المنطقة كلها نتيجة لحكمه، حيث حكم البلاد بشرع الله، ومعلوم أن النماء والرخاء والبركة ملازمة للحكم بما أنزل الله، إلا إذا أراد الله الابتلاء بالضراء.
ولكن أهل سبأ في اليمن ظلموا أنفسهم، بعد حكم سليمان (عليه السلام)، وعادوا إلى الكفر، وكفروا بتلك النعمة والرخاء، فأوقع الله بهم عذابه، وحرمهم ذلك الرخاء ودمر جناتهم وبساتينهم، وخرب قراهم وتجمعاتهم، ومزقهم شر ممزق، وجعلهم أحاديث. وزالت تلك القرى الظاهرة بين اليمن وبين الأرض المباركة في فلسطين، بسبب كفر أهلها، وهذه نتيجة لازمة لكل إقصاء لحكم الله، وحكم بغير ما أنزل الله.

الصفحات