أنت هنا

قراءة كتاب قلب اللقلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قلب اللقلق

قلب اللقلق

تجلى زهير جبوري وهو يطير مع لقلقه المعجون بطيبة بكر، وعوالم كأنه يستقدمها من ألف ليلة وليلة، شاحذا قدرة الشاعر لديه على خلق عوالم ساحرة أخاذة، تجعلك تنهب مسارات النص نهبا وأنت تفتش عن اللقلق لتحس أمانك ودفؤك في ظل وجوده.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
 اللقلق يعرف من تقصد بزواجها، إنّه (القصاب)، صحيح إن الرجل يبدو في المساء، بعد انتهاء العمل مختلفا نوعا ما، برائحته الطيّبة،التي تخلو من انبعاث الزفر من بين طيّاتها، ثم إنّه لا يمكن ردع عيون أصدقائه عن تسديد تلك النظرات الحاسدة لصايتة الإنكليزية القماش وهو يجلس على كرسيّ أمام دكان، حسن البزاز وكأنه لم يكن قبل ساعات بدشداشة مبقعة بدماء الحيوانات، البارحة بالذات، سلّم على اللقلق، كان يرتدي زبونه الغالي والذي طالما كرر ادعاءه أنّه كان مخاطا أصلا للباشا الوالي حيث إنّ رغبته بارتداء زبون سرعان ما تلاشت، فأبلغ الخياط أنْ لا حاجة له به، قال في نفسه "دعني أصرّح أنَّ الترف الزائف لا يمكن أن يكون في أحيان كثيرة بديلا نافعا، ستكون لشكرية أو غيرها إجابة واحدة ولكن بعد فوات ألأوان إنّه اعتراف قاس مثل" نعم عرفت الآن، أنا أحتاج لرجل مشتعل قلبا وجسدا، إني أفتقد لتلك المساحة الضائعة من حياتي رغم ذلك، لن تكون هذه الإجابة إلا كونها مشروعا سريع الانهيار، شكرية بعد أن عبرت الثلاثين تزوجت من مظفر القصاب، رسم ابتسامة كتلك التي تخلو من التشفي، بل إنّها تحمل شيئا من العطف المبالغ به، قال: مظفر،أيها العجل المنفوخ، أخيرا، إنها تريد الطلاق منك، وأنت، شكرية أيتها القطة الشرسة، لم تمض سوى أشهر على زواجك، أعتقد أنَّ الرجل عبّر بوضوح بعد توّرطه بالاقتراب منك، عن حقيقة أنّه محض عجل لا نفع في خصيتيه اليابستين، إنَّه مسكين، ليس بمقدوره طحن امرأة شبقة مثلك، بالنسبة لي أحتاج لامرأة شبقة مثل شكرية لكن بقلب لقلق.
 
فتح المحمل الصغير الذي ببابين خشبيتين محفورين بزخارف نباتية ثم عدّل من الصيغة، قال: في الواقع إن النظافة لا تعني أنّي رجل محترم وأملك المال أو ما شابه ذلك من الأوصاف التي تتوهم النساء أهميتها والتي تجلب الاهتمام المبالغ فيه، وساخة (جراويتي) أيضا لا تعني أنّي تافه، القضية تتعلق بكون المرء قد وضع يده على الكنز الذي لا يفنى، نقاء السريرة، التي تمكنه من تنشّق تلك الرائحة ألأصيلة التي تجعله يستغني عن تحسس التنوع الهائل، في الروائح التي تنتشر بين ذرات الهواء، أعتقدُ حينها سوف لن يجد المرء أنَّ الرضا عن نفسه مرتبط بالمظاهر الخارجية، تلك الصور والروائح والسطوح الناعمة أو الخشنة،الأصوات والمذاقات الخاضعة، لخبرة الحواس الواهنة، الحواس العادية تمنح خبرة ساذجة لا يمكن بطاقتها المحدودة أنْ تجعل للأشياء ألأصلية فرصة التجلّي، ثم خفف من الصيغة اللغوية التي حذفت من نسيجها أهمية النظافة، قال: إنه يكفيني أن أغيّر ملابسي

الصفحات