أنت هنا

قراءة كتاب المدرسة الألمانية النقدية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المدرسة الألمانية النقدية

المدرسة الألمانية النقدية

يعتبر هذا الكتاب محاولة للإسهام بالتعريف بإحدى أبرز المدارس الفلسفية الغربية المعاصرة ألا وهي مدرسة فرانكفورت النقدية، التي تعتبر انعطافة فكرية هامة في مسيرة الفكر الأوروبي الحديث بل والعالم بأسره.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

العقل الأداتي والعقل التواصلي

الطبيعة الاختزالية للعقل الأداتي
لقد ظهر مفهوم العقل الأداتي في العديد من مؤلفات الفلاسفة والمفكرين السابقين على هابرماس وأهمهم: هوركهايمر وأدورنو في كتابهما «جدل التنوير» وكتاب هوركهيايمر «أفول العقل» وماركيوز في كتابه «الإنسان ذو البعد الواحد» وكلهم يجمعون بأن العقل الأداتي هو منطق في التفكير وأسلوب في رؤية العالم. أي أن العالم الاجتماعي أصبح له طبيعة ثانية وأصبح كالطبيعة غير قابل للتغيير ومستقل عن أفعالنا.
إنه العقل المهيمن في المجتمعات الرأسمالية الحديثة، التي فقد فيها العقل دوره كملكة فكرية، وتم تقليصه إلى مجرد أداة لتحقيق أهداف معينة، كما أصبح أداة لتوفير الوسائل.
انطلاقاً من كتاب «التقنية والعلم كإيديولوجيا» يرى هابرماس أن العقل الأداتي يعبر عن العقلانية الأداتية والتي لعبت دوراً هاماً في المجتمع الرأسمالي الحديث.
سماته:
إن هذا العقل ينظر الى الطبيعة والواقع من منظور التماثل، ولا يهتم بالخصوصية. إنه يحاول تفتيت الواقع إلى أجزاء غير مرتبطة، كما ينظر الى الإنسان باعتباره جزءاً يشبه الأجزاء الطبيعية المادية. إن هابرماس يقصد من وراء نقده للعقل الأداتي هدم معطيات هذا العقل، وذلك من خلال القضاء على مركزه الفلسفي الوضعي الذي أبرز هذه الرؤية.
العقل التواصلي:
للخروج من سلبيات العقل الأداتي، يطرح هابرماس مفهوم العقل التواصلي الذي يعتبره المخرج من هيمنة العقل الأداتي.
فالعقل التواصلي مفهوم صاغه هابرماس لمحاولة تنمية البعد الموضوعي والإنساني للعقل، إنه فاعلية تتجاوز العقل المتمركز حول الذات والعقل الشمولي المنغلق الذي يدّعي بأنه يتضمن كل شيء، والعقل الأداتي الوضعي الذي يفتّت ويجزّئ الواقع؛ ويحوّل كل شيء إلى موضوع جزئي حتى العقل نفسه.
فالعقل التواصلي لم يعد جوهراً، أكان هذا الجوهر موضوعاً أو ذاتاً، بل صار معمولاً به. لقد أصبح العقل معه وسيلة إذ يرى أنه من الحكمة البحث عن ما هو عقلاني عوضاً عن البحث في مفهوم العقل.
بالإضافة إلى أن هذا العقل متواصل مع غيره ولا يقوم على الضغط بل على الاتفاق، وهدفه بلورة إجماع يعبر عن المساواة داخل فضاء عام، ينتزع فيه الفرد جانباً من ذاتيته ويدمجها في المجهود الجماعي، الذي يقوم بالتفاهم والتواصل العقلي.

الصفحات