"الوطن العالمي الإنساني"، يعتبر هذا الكتاب ثورة إنسانية شاملة على المنظومة الاقتصادية، والسياسية، والعقائدية التي تتحكّم بالعالم.
أنت هنا
قراءة كتاب الوطن العالمي الإنساني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التعصُّب وصراعات الأوطان والقوميَّات
إن التعصُّب الديني، العقائدي، القومي، أو العِرقي هو مرض نفسي يتمحوَر حول حُبّ الذات، ويضخِّم نزعة الأنا عند المريض، ويهمِّش الآخرين. والمتعصِّب يتَّصِف بالانطواء الفكري الذاتي، والدوران المَرَضي حول الذات الجمعية، والنزعة إلى التسلُّط، والاستعلاء على الغير، إضافة إلى العناد والتحجُّر في التفكير، وأحادية البُعد الفكري، ويتميَّز بالنزعة العدوانية، واللجوء إلى المسلك العُنفي لتحقيق أهدافه. كما يتَّصِف المتعصِّب بعدم تقبُّل الآخَر، والخوف منه، وبعدم القُدرة على التعاطي العقلاني مع الحالات الخِلافية.
تستخدِم الدول مختلف المبرِّرات لكي تُعلن الحرب على دول أخرى، لتغزوها، تحتلّها، أو لتخضعها لسلطتها، آخذة من هذه المبرِّرات شعارات عديدة. والمتقاتلون من كِلا الطَّرفين «مؤمنون» بأن حربهم «مبرَّرة»، و«قضيَّتهم» «حقَّة»، وتستوجِب الموت في سبيلها.
وغالبًا ما يرفع كلّ طرف من طرفَيّ النزاع الشعارات ذاتها من أجل مواجهة الطرف الآخَر. ومن هذه الشعارات، على سبيل المثال لا الحصر:
محاربة «الشرّ».. محاربة «الإرهاب».. أو محاربة «الشيطان»..
دفاعًا عن «الآلهة».. عن «السماء».. عن «الطائفة»..
عن الأَراضي «المقدَّسة»..
أو من أجل «الحُرِّية «.. «التقدُّم.. التحرير.. الديمقراطية»..
أو الدِّفاع عن «مجد» الأُمَّة.. عن «الكرامة»..
عن «مصالح» الوطن.. أو عن القبيلة..
ففي (رواندا) مثلاً، منذ - 7 نيسان -1994 وفي أقل من ثلاثة أشهر، قتل نحو مليون رواندي لأنهم من قبائل التوتسي..
أما في ألمانيا فقد أباد النازيُّون حوالى 6 ملايين يهودي..(***)
كما قُتل حوالى 1.5 مليون أرمني إضافة إلى مجموعات عِرقية كالسريان، والآشوريين، واليونانيين، وغيرهم من قِبل الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها..
وفي الجزائر حيث قُتل أكثر من مليون شخص في سبيل محافظة فرنسا على احتلالها للجزائر..
أما في العراق فقد قُتل أكثر من مليون عراقي منذ حرب 2003..
وطبعاً هناك مئات القصص المتشابهة التي قد تملأ مجلَّدات.
..
فمن البديهي القول إن مصالح الأمم تجسِّد مصالح قادتها..
والحروب تندلع بين أنظمة الدول لا بين الشعوب..
والعداوة بين هذه الشعوب غير موجودة في الأساس..
بل عند قادتها فقط..
ومع ذلك تدفع الشعوب غالباً ثمن الحروب..
بينما يبقى قادة الدول والأنظمة المستفيدين الحصريين من الحروب..
أما ضحية الحروب الأولى والأخيرة فكانت دائماً.. الإنسانية.