كتاب "الأسرى الأحرار - المجلد الأول"؛ الأسرى الأحرار صقورٌ في سماء الوطن، إنه كتابي، وسجل ذكرياتي، وذاكرة أيامي التي أفخر بها وأعتز، فهي جزءٌ عزيزٌ من حياتي، ورصيدٌ كبيرٌ راكمته في عمري، فكان أساساً لرأس مالٍ عز أن يخسر، نما مع الزمان، وكبر مع الأيام، واست
قراءة كتاب الأسرى الأحرار - المجلد الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بسم الله الرحمن الرحيم
د. مصطفى اللداوي.....
اسم فلسطيني، ستقع عينا القارئ عليه على غلاف هذا الكتاب، الذي تناول فيه الصديق العزيز الدكتور مصطفى الحديث عن الأسير. وحسب الخطة ـ غير التقليدية ـ التي وضعها لكتابه. وأعترف أنها غير مسبوقة.
ملأني الدكتور مصطفى شوقاً أن أقرأ الكتاب بعد اكتماله، وكما أوجب عليَّ إبداء الشكر له، إذ حرص أن أكتب مقدمة لكتابه، وعلى غير ماجرت به العادة وجدت نفسي أمام توصيف لمنهجه، في وضع الكتاب لا الكتاب، فحار قلمي: كيف يكتب، وعمَّ...، ولكن ثقتي العالية بالعزيز مصطفى دفعتني إلى الامتثال لطلبه، وهاأنا أقول:
1) إننا في وزارة الأسرى نشعر بالامتنان الكبير لهذا الجهد الكبير الذي يضع (قصتة) الأسير الفلسطيني ملحمة بطولية، واقعية، ستضيف ـ بلا شك ـ إلى المتلقي ثروةً معرفية كبيرةعن هذا (الإنسان)، الذي يتمسك بفلسطين (أرضاً وإنسانا وهوية) حقيقةً لا باطلاً أو زيفاً، يقدمها للعالم الذي أغرته الرواية الصهيونية في جدلية العلاقة ما بين الحق والظلم،وبمعنى آخر، حق القوة لا قوة الحق، والتي عبر عنها أحد أشهر الارهابيين في التاريخ المعاصر (مناحيم بيجن) بقوله (لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل) وما كانت دير ياسين إلا الدم الفلسطيني الذي أريق ظلماً على أرض فلسطين، والتطهير العرقي الذي مارسه الصهاينة على شعبها، والقيد والأصفاد التي حطمت عظام الفلسطيني، وما زاد ـ كل ذلك ـ الفلسطيني إلا إصراراً على إصرار، في بذل المزيد من الدماء والأشلاء والعظام ليرى فلسطينيٌ ذات يوم نصر حقه على الباطل الصهيوني وزيفه وجلاديه، وكل ذلك –بالتأكيد ـ سيعرضه د. مصطفى في ملحمته؛ حقائق ووثائق وبينات.
2) ولمعرفتي الشخصية بأخي مصطفى، إنساناً قدم سنوات من عمره وراء القضبان الصهيونية، ولم يكن فيها مجرد (اسم) بل كان قائداً من قادة الحركة البارزين، الذين يحملون همهم وهموم إخوانهم المأسورين، ومن هنا جاء كتابه ينضح بالألم والعذاب الذي نزفه مصطفى كما نزفه الأسرى من حوله، ليفضح –ذلك ـ سادية ذلك المجرم الغدار، وهو ما نحن ـ الفلسطينيين ـ في أمس الحاجة إلى إبرازه.
3) إن هذا الموضوع على جانب عظيم من الخطر بما يعكس ـ على تناوله ـ ذات الخطر، الأمر الذي يقتضي قلماً دفاقاً في يد باحث رصين، ومن خلال متابعتي لكلمات مصطفى التي ملأت كتباً وأعمدة بمئات المقالات والتي أشهد له ـ من خلالها ـ بالكفاءة والاقتدار،فإنني على ثقةٍأن (الموضوع) سيفيه مصطفى الكثير من حقه، مع يقيني بأنه لا يبلغ الكمال أحد أبداً أبداًإلا الله جل في علاه.
4) إن ما توافر للعزيز مصطفى من وسائل وحرية حركة واتصال بمراكز بحث ودراسات أكاديمية، إلى جانب اشتغاله بالميدان المعرفي والحقوقي لسنوات ستُكسب هذا الكتاب تميزاً قد يتعذر اكتسابه لآخر، بقلم آخر، لما توافر لمصطفى.
5) إن الحيادية التي ألزم مصطفى بها نفسه ستجعل من كتابه أقرب إلى الموضوعية، وبعيداً عن التجاذبات الفلسطينية الفلسطينية، بما يسهم إسهاماً ـ لا بد منه ـ في لم الشمل الفلسطيني، والاستشفاء من حالة الانكفاء على الذات، والخروج من العزلة القسرية إلى فضاء الصف المرصوص في وجه المشروع الصهيوني، الذي لا يصلح معه–قط ـ إلا ما اختاره الأسير من فلسفة مواجهته،فلم يركن له، ولم يخلب لبه ذهب (روتشليد) كما لم يرهبه سيف (جابو تنسكي) كما لم تَشل حركته قيود (الشاباك) ولا أصفادهِ ولم يمزق (المسلخ) إرادته، ولا (الباص)، ولم تحن هامته صرخات (الخيال) ولا (الكتسين) في وجهه: (روش لماتا)، و(يادايم على قاف).
6) من المؤكد أن القارئ سيقف على حقيقة أخلاق الـ(روفيه)، (الخوفيش) ذلك الطبيب وذلك الممرض، اللذين تجردا من كل معاني الإنسانية، وقد خانا (أبقراط) في قسمه، وهما يتعاملان مع الأسير الفلسطيني بما يميط اللثام عن أنياب (دراوكولا) التي كان يخفيها قناع من أقنعة ملائكة الرحمة؛ الأمر الذي يجعل القارئ (موقفاً) لا مجرد قارئ يتسلى.
وأخيراً
أرجو للأخ العزيز د. مصطفى أن يتحقق له ما أحب أن يتحقق منذ أن كان الموضوع فكرةً إلى أصبح كتاباً بين يدي قارئ يبحثُ عن الحقيقة ويتحراها، كما أرجو أن يكون الكتاب إضافة نوعية تسهم في استرداد فلسطين ( أرضاً، وإنساناً، وهوية).
كما أرجو أن يرتقى الشعور الآدمي على هذه الأرض بالأسير الفلسطيني (الآدمي) فيسعى الآدميون جاهدين أن يقولوا للصهاينة (كفوا)، ويقولوا للأسير: أنت على الحق فامضِ، ولن نجعلك في عداد الإرهابيين، بل الذين سرقوا وقتلوا واعتدوا وطردوا وسفكوا وسجنوا، أي الصهاينة، هم الإرهابيون، بما يدعم المشروع التحرري ـ الذي يمثله الأسير ـ بمزيد من الأحرار.
د. عطا الله عبد العال أبو السبح
وزير شؤون الأسرى والمحررين
والقدس واللاجئين ـ فلسطين
نوفمبر 2012