أنت هنا

قراءة كتاب ذات مساء عاد الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذات مساء عاد الحب

ذات مساء عاد الحب

رواية "ذات مساء عاد الحب"، فكرت سكاي أن التجارب التي خاضتها في مرحلة المراهقة مع الشبان الذين واعدتهم لم تحضرها لمثل هذا العناق الوحشي. التفت ذراعا فوكنر حولها كالفولاذ وهما تثبتان جسدها بقربه وتمنعانها من التنفس.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
الصفحة رقم: 8

هي لم ترَ هذا الرجل منذ ذلك اليوم قبل ست سنوات، لكنها علمت أن والدها استمر في العمل معه حتى حصول الحادثة قبل ثلاث سنوات، وأن احترام والدها ومحبته لفوكنر تعمقا أكثر عندما كان هذا الأخير يناضل للشفاء من إصابته ولمتابعة حياته والنجاح في ميدان عمل آخر.
والدها...!
شعرت بألم حاد في قلبها أشبه بطعنة السّكين ما إن فكرت به. أغمضت عينيها من جديد لكنها لم تستطع منع الذكريات التي قادتها إلى هذه المرحلة من حياتها. إنها مستلقية هنا منذ أسبوع وهي تحاول ربط الأمور ببعضها.
متى بدأت الأمور تسوء؟ لا مجال للشك أبداً في أن هذا العام هو الأسوأ لجميع أفراد عائلة أوهارا. زوجة العم سيموس تركت البيت بعد خمس سنوات من الزواج. أما العم سيموس نفسه فبدا مولعاً على الدوام بزيادة أرباح شركة العائلة، وهذا الأمر أودى به إلى الشجار مع أفراد عائلته لاسيما مع أخيه الأصغر كونور، لكن تدخل سكاي ساهم في تهدئة الأمور وحل تلك المشكلة. أخيراً اعتذر العم سيموس من أخيه مظهراً ندمه وخجله من تصرفاته السابقة وعاد الأخوان إلى سابق عهدهما ثانية، ما جعل سكاي تشعر بالارتياح. لكن أمراً آخر أودى بهم إلى كارثة أكبر.
فمنذ ستة أشهر واجهت شركة أوهارا صعوبات مادية، وانتشرت الشائعات بسرعة حول مسؤولية والدها عن تلك الصعوبات الناتجة عن تصرف خاطئ من قبله، ثم جاءت الضربة القاضية في تلك الليلة المشؤومة منذ أسبوع.
كان الوقت متأخراً تلك الليلة حين عادت سكاي مع والدها إلى فندقهما في لندن بعد اجتماع عمل فاشل في جنوب إنكلترا. كانت الليلة عاصفة والمطر يضرب الزجاج الأمامي للسيارة بعنف جاعلاً الرؤية سيئة للغاية، حتى إن والدها لم يرَ الشاحنة القادمة في الجهة المقابلة، ولم يلاحظ أنها تسير على الجهة الخاطئة من الطريق أيضاً إلى أن فات الأوان لذلك.
أصبح وجهها الآن أبيض بلون الوسادة وراءها، وعكست عيناها تلك اللحظات الأخيرة المرعبة، فنظرت إلى فوكنر وتوسلت إليه بصوت متكسر: "أرجوك...! اذهب... ودعني وشأني".
مد فوكنر يده ليمسك يدها، لكنها تهربت منه ووضعتها على السرير.
- سكاي! أعرف أنك تتألمين. لا أحد يعرف ذلك أكثر مني. لكن، أنا... اللعنة...! ليت هناك طريقة سهلة لقول ذلك، لكنني أعلم استحالة الأمر.
هز رأسه بنفاد صبر، ثم أضاف: "هل تعلمين أنهم أجروا تحقيقاً منذ ثلاثة أيام؟"
هزت سكاي رأسها من دون أن تستدير. أخذت الشرطة إفادتها منذ أيام، هي لا تذكر عددها في الواقع لأن الأيام الأخيرة بدت لها ملفوفة في غشاوة مؤلمة، لكنها علمت أن الحكم الذي صدر هو "القضاء والقدر".
تابع فوكنر قائلاً برقة: "سكاي، حدد مأتم والدك في نهاية هذا الأسبوع".
لا! عادت إليها ذكريات اللحظات الأخيرة المؤلمة: صوت أبيها التحذيري وهو ينعطف ليتجنب الشاحنة القادمة نحوهما وصوت التصادم المخيف ثم الصمت المطبق الذي تلا ذلك.
استعادت سكاي وعيها حين سحبها غريب ما من السيارة. شعرت بآلام مبرحة في رأسها وجنبها حتى ظنت أنها ستفقد وعيها مجدداً. لكنها صرخت وهي تجلس: "أبي، عليك أن تنقذ أبي".
لكن حتى وهي تقول ذلك علمت أن الأوان فات لإنقاذ أبيها، إذ إن الجهة الأخرى من السيارة حيث يجلس السائق انسحقت تماماً حين انعطف ليتجنب الاصطدام. أدركت في قرارة نفسها أن من المستحيل أن ينجو من هذه الحادثة الرهيبة.
وهو لم ينجُ بالتأكيد...

الصفحات