أنت هنا

قراءة كتاب فقه الوجود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فقه الوجود

فقه الوجود

كتاب " فقه الوجود " ، تأليف أحمد الوتاري ،والذي صدر عن دار المأمون عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 10

7- إدراك الجمـال طريقك الأقصر للإيـمان بالله

إن أشد الناس خشية لله أعلمهم به، وكلما زاد العلم بالله وبمخلوقاته زادت تلك الخشية، و(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر: 28)، وهؤلاء العلماء المؤمنون ذوو منزلة عند ربهم: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة:11)، وهذا العلم بالله على درجات، تصفه ثلاث آيات متتابعات في السورة التي تذكر فيها الأنعام:

أ- إن من أعظم سبل العلم بالله: النظر في الكون وفي عالم النجوم الواسع؛ الذي يدرك معه العقل كم نحن صغار بالنسبة إلى عظمة هذا الكون الفسيح، وكم هو عظيم ربنا الذي خلق كوناً بهذه العظمة: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة: 76)، وهذا العلم والنظر في الكون طريق للوصول إلى وصف كونك من أهل العلم: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأنعام: 97).

ب- وهناك نوع ثانٍ من العلم أدق وأعلى درجة، يسمى العالم به (فقيهاً)، -والفقه: أخص من العلم-، وهذا الفقه يتعلق بهذا الكائن الانساني العجيب، الذي تتجاوز به المادة الجامدة كل الحدود بعد أن تبث فيها الروح، ليكون منها أنا وتكون منها أنت، بكل ما أنت عليه من علم وما أوتيت من إرادة، وهو علم عظيم يدرس خصائص ظاهرة الحياة ووظائف الأعضاء وعلم الأجنة والخلية الحية وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم المتعلقة بالانسان، مما يستحق به حامله وصف كونه (فقيهاً) حين يجعله سبيلاً للتعرف على خالق هذا الكائن العجيب، وليكون بهذا الفقه أقرب إلى الله وأشد خشية له: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) (الأنعام: 98).

الصفحات