قراءة كتاب عبق الريحان في علوم القرآن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عبق الريحان في علوم القرآن

عبق الريحان في علوم القرآن

كتاب " عبق الريحان في علوم القرآن " ، تأليف د. نوح الفقير ، والذي صدر عن دار المأمون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4

1 – ترسيخ أسس العقيدة السليمة الصحيحة، التي تحل للانسان أعظم مشكلة تلح على وجدانه، وهي سبب خلقه ومصيره وثمرة عمله، قال سبحانه: {وما خلقت الجنوالانس الا ليعبدون}(45)، وأرست هذه العقيدة نظرة متميزة للانسان والكون والحياة فليس الكون عدواً للانسان، وليست الطبيعة خصماً له يصارعه ويغالبه، انما هي ممن خلق، وسخر الارض مذللة للانسان، قال تعالى: {هو الذي جعل لكم الارض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}(46)، والكون مناط تفكيره وسعيه، كما قرر القرآن العقيدة السليمة في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

2 – شرع من التشريعات ومقومات الاصلاح والصلاح ما يكفل الحياة الكريمة، ويقوم جميع جوانب الانسان المادية والروحية والنفسية والفكرية، فالمتدبر لأحكام القرآن المتتبع لآيات التشريع يجد عطاءً ثراً ثرياً من التشريعات في أبواب المعاملات كافة من بيع وشراء، ونكاح وطلاق، ورهن، وكفالة، ووكالة، وغير ذلك من المعاملات الكفيلة باسعاد البشرية متى التزمت بها، فهو نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعها، دولة ووطناً، خلقاً وقوة، عدالة ورحمة، جهاداً ودعوة، ثقافة وكرامة، قال تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون) الجاثية 8.

3 – توثيق صلة العبد بربه، واشعاره بأنه قريب منه، يلتجىء اليه مباشرة من غير واسطة، ويقف بين يديه مرات في اليوم والليلة، ويحج البيت إن استطاع اليه سبيلاً، فيرجع وقد غفرت ذنوبه كحاله يوم ولدته أمه، ويصوم رمضان كل عام فيغفر له به ما اقترف من الآثام، وهكذا في كل عبادة من العبادات موسم يستطيع المسلم من خلاله تطهير نفسه وتزكيتها ورفعها واكرامها.

4 – تشريع نظام أخلاقي شامل لا يتجاهل طبيعة النفس الانسانية بل يسعى بها لتحقيق المثل الاعلى من مكارم الاخلاق مثال ذلك قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدلوالاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}(47)، ومثاله أيضاً قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احساناً ولا تقتلوا أولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لانكلف نفساً الا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون}(48).

هذه أنماط من الاخلاق الايجابية الفاضلة التي دعا اليها القرآن الكريم، وبهذا يظهر أن القرآن الكريم حوى أسس النظام الاجتماعي والاقتصادي والاخلاقي والسياسي، فأقام الأسرة على قواعد متينة من التراحم والتعاون والتكافل، وحقق الكفاية والعدالة والرفاهية وحرم الاستغلال والربا والعدوان، وأرسى قاعدة الدولة التي تقوم على الشورى والعدل والمساواة، وقد أثبتت الايام والتجارب أن دستور القرآن صالح لكل زمان ومكان، وأن أحكامه هي العلاج الناجع لأمراض الحياة(49) بالاضافة الى أنه شرع من العقوبات الرادعة ما تستقيم به الحياة ويأمن الأحياء.

ولا يعزبن عن بالك أن القرآن الكريم في طريقة عرضه للهداية والاعجاز حاكم الناس الى عقولهم، وفتح عيونهم الى الكون، وتحدث عنه حديث العليم بأسراره الخبير بدقائقه، المحيط بعلومه ومعارفه، على حين أن الذي جاء بالقرآن أمي نشأ في أمة أمية، لاصلة لها بتلك العلوم وتدوينها ولا المام لها بكتبها ومباحثها بل إن بعض تلك العلوم لم ينشأ الا بعد عهد النبوة ومهبط الوحي بقرون وأجيال، فأنى يكون لرجل أمي ذلك السجل الجامع لتلك المعارف كلها إن لم يكن تلقاه من لدن حكيم عليم، قال تعالى: {وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا الا الظالمون}(50).

الصفحات