أنت هنا

قراءة كتاب الإنسان والبيئة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإنسان والبيئة

الإنسان والبيئة

كتاب " الإنسان والبيئة " ، تأليف مجموعة مؤلفين ، والذي صدر عن دار المأمون عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4

التوازن والخلل البيئي

إن أهم ما يميز البيئة الطبيعية هو ذلك التوازن القائم بين عناصرها المختلفة وأي تغير يطرأ على النظام البيئي أي من عناصر البيئة الطبيعية يؤدي إلى حدوث خلل على النظام البيئي.

تعريف التوازن البيئي: «قدرة البيئة الطبيعية على إعادة الحياة على سطح الأرض دون مشكلات أو مخاطر تمس الحياة البشرية».

هذا يعني استمرار أو بقاء عناصر البيئة الطبيعية على حالتها دون تغير جوهري يذكر في خصائصها سواء الكمية أو النوعية.

أمثلة على التوازن:

مثال: يمكن أن يلاحظ التوازن في دورة الكربون حيث يقوم النبات بامتصاص ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو لصنع ما تحتاجه من غذاء ويطلق كميات كبيرة من الأكسجين في أثناء عملية التمثيل الضوئي وتقوم عناصر الاستهلاك (الإنسان والحيوان) باستخدام الأوكسجين عن طريق التنفس وتنتج غاز ثاني أكسيد الكربون بواسطة عمليات الشهيق والزفير لتستخدمه عناصر الإنتاج مرة أخرى (النباتات) .

ونحن نلاحظ هذا التوازن في كثير مما حولنا من أشياء.

ومن الأمثلة على ذلك:

مثال (1) وجود الجليد جزء هام من التوازن البيئي. يوجد كثير من الماء العذب في الكرة الأرضية على شكل جليد يغطي قمم الجبال العالية، ويغطي المناطق القطبية الشمالية والجنوبية. ولو انصهر هذا الجليد بأكمله لارتفع سطح مياه البحر بنحو 50متراً عن ارتفاعه الحالي وأدى ذلك إلى إغراق المدن والدول. وهذا يبين لنا أن وجود الجليد جزء هام من التوازن البيئي الذي خلقه الله.

مثال(2) لو تغيرت درجات الحرارة أو استنزفت المياه الجوفية بسرعة أكبر من سرعة تسرب المياه الجوفية إلى التربة لنضبت هذه المياه ولاختل التوازن اختلالاً تاماً.

مثال(3) الكائنات آكلة اللحوم تقوم أيضاً بحفظ التوازن عندما تقوم بالتهام كائنات أخرى ازداد عددها وهذا ما يعرف بـ (التوازن البيولوجي). فقدرة الطبيعة على إمداد الكائنات الحية بمتطلباتها تصبح في بعض الأحيان محدودة، وكثيراً ما يصبح الغذاء أو الماء غير متوافر لأي زيادة في عدد أفراد جماعة معينة من الكائنات.

أما بالنسبة للاختلال البيئي فنستطيع تعريفه بما يلي:-

الخلل البيئي: أو الاختلال

إحداث تغير جوهري في البيئة وخصائص عناصرها سواء من الناحية الكمية أو النوعية وإحداث اضطراب في العلاقة ما بين عناصر النظام.

إذا تدخل الإنسان في البيئة وأحدث تغيراً جوهرياً في خصائص عناصرها سواء من الناحية الكمية أو النوعية. تضطرب العلاقة بين عناصر النظام، ويسمى هذا الخلل أو فقد الاتزان الأيكولوجي. وينشأ الخلل البيئي نتيجة لتغير بعض الظروف الطبيعية كالحرارة والأمطار والتضاريس أو قد ينشأ نتيجة لتدخل الإنسان وفي ما يلي أبرز مسببات اختلال التوازن البيئي.

أسباب اختلال التوازن البيئي

1. تغير الظروف الطبيعية وتغير في أشكال الأرض التي ترافق العصور الجيولوجية في كل مرة تتغير فيها الظروف الطبيعية يختل التوازن ثم بعد فترة طويلة يحدث توازن جديد ضمن الظروف الجديدة. مثلاً: في فترة الحياة الوسطى سادت الزواحف الضخمة وكانت ظروف البيئة الطبيعية ملائمة، لكن طرأ تغير على هذه الظروف أدى إلى انقراض هذه الزواحف فاختلت البيئة ثم عادت إلى حالة التوازن في إطار الظروف الجديدة.

2. إدخال كائن حي في بيئة جديدة مناسبة، إن إدخال كائن حي جديد في بيئة توفر فيها ظروف حياتية مناسبة وتقل فيها الظروف غير المناسبة (أعداؤه) تؤدي إلى حدوث اختلال في توازن هذه البيئة. نذكر على سبيل المثال ما حدث في جزيرة هاواي.

حيث قام أحد السكان بتربية الأرانب ووجدت غذاء ومناخاً ملائماً ولم يكن لها أعداء فتوالدت بكثرة وانتشرت بصورة أكبر بكثير من نمو نباتات جديدة بالتالي أصبح هناك اختلال في توازن البيئة وأصبحت الأرانب لا تجد الغذاء الكافي فهلكت من الجوع.

3. القضاء على بعض أحياء البيئة، يسبب هذا اختلالاً في التوازن فقد يكون لهذه الكائنات دور رئيسي في تحقيق توازن بيئي. ومن الأمثلة على ذلك ما حدث في أمريكا حيث كانت الصقور والبوم تأكل الدجاج في المزارع مما أدى إلى شكوى الفلاحين والمزارعين فقامت الحكومة بتقديم مكافأة مالية لمن يصيد البوم والصقور فتم التخلص من 125 ألف طائر في 18 شهراً وهذا أدى إلى حدوث اختلال حيث انتشرت الفئران بشكل كبير لأن هذه الطيور كانت تتغذى عليها. وانتشار الفئران أدى إلى تدمير النباتات فتم تحريم صيد الصقور والبوم حفاظاً على توازن البيئة.

4. تدخل الإنسان المباشر: يؤدي تدخل الإنسان المباشر غير العقلاني في البيئة إلى الاختلال بتوازنها. مثل تجفيف البحيرات، واقتلاع الغابات ومصادر الاحتراق وفضلات الإنسان والرعي الجائر.

هذا لا يعني أن نترك الأنظمة البيئية دون تدخل على الإطلاق بل يجب أن يكون هناك تدخل عقلاني لحفظ توازنها الطبيعي.

الصفحات