كتاب " سمات بشرية لا نفتخر بها " ، تأليف د. محمد حمدان ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
ما الذي كان بيننا؟ هل كان حباً؟ أم هو مجرد وهم؟
أنت هنا
قراءة كتاب سمات بشرية لا نفتخر بها
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

سمات بشرية لا نفتخر بها
أنا مسخ.. أنا لم أعد بشراً، فقدت آدميتي.. ولم أفقدها في حرب، لم أصب بتشوهي هذا في حادث. فقدت آدميتي في عناق.. وحظيت بتشوهي هذا ذات حب.. تماماً كصاحبك المشوه يا سيزار..
أعد لنفسي فنجان قهوتي المعتاد وأتناول سيجاراً وأضعه في فمي، أشعله وآخذ نفساً عميقاً. فتخرج الزفرة آهاً طويلة.معك لم أدخن.. رغم أنك كنتِ تحبينني أن أدخن ولم أفعل.. وأذكر كم كنت تخبرينني أنك تحبين رائحة السيجار. الآن انا أدخن رغم مرضي.. وأنا أعلم يقيناً وأحس بكل نفس وهو يشعل جسدي قطعةً قطعة، تماماً كما أشعلتني أنت. لم يوقفني ذلك عن التدخين أبداً.
يدق جرس الباب.. أفتح الباب. هي ياسمين..
- كيف حالك فارس؟
- ياسمين! يا للمفاجأة؟ تبتسم وتقول:
- قد رأيتك لا تسأل عني، فقلت أسأل أنا عنك.أبتسم بخجل:
- لا، أبداً. شو هالحكي إتفضلي أهلاً وسهلاً.
ياسمين إبنة الجيران-تعرف عنها كل شيء- وتحاول أن توهمني أنها صديقتي رغم جنونها بي وبكل ما يتعلق بي. هي لا تدري أنني أعرف حبها. لطالما كانت لي مقدرة عجيبة على تمييز الحب. رغم كل شيء ورغم مرضي اللعين إلا أنني لطالما استطعت بشكل أو بآخر تمييزه.
تدخل ياسمين وتجلس على أول أريكة، فجلست مقابلاً لها ومباغتاً إياها بفنجان قهوة. لطالما كنت أعد فنجاني قهوة وإن كنت وحدي، ربما كنت أوهم نفسي أنها تشاركني قهوتي..
- تبتسم ياسمين.. أراك لم تغير طقوس قهوتك.
- لا، لم أفعل.
- إذن قل لي.. كيف حالك الآن؟
- الحمدلله بخير. ألاحظها تنظر إلى تشوهي. أشيح بوجهي عنها. فتخجل.. لكنها تقف وتأتي فتجلس إلى جواري فتمسك بوجهي وتشده باتجاهها وتقول: فارس.. أنا ياسمين.. أنا أعرفك جيداً وأنت تعرفني جيداً. لا مكان للخجل بيننا. أبعد يدها عن وجهي. وأقف مبتعداً عنها وأقول: أنا آسف ياسمين، لا أستطيع. فتقف بانكسار..
- حسناً، ألا تريد الرجوع إلى بيت أهلك؟
- لا، لن أفعل.
- ولمَ؟ ما شأنأمك بما حدث؟
- هي لا ينقصها شيء. وأنا أزورها بين حين وآخر.
- أنت ما نسيتها.
- بلى نسيتها.
- لماذا إذن لا تزال مصراًعلى تصرفاتك هذه؟

