كتاب " نفخات طالبة في المجهر " ، تأليف أماني سعدون البلداوي ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب نفخات طالبة في المجهر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نفخات طالبة في المجهر
معزوفاتٌ مبعثرةُ السمفونيات
9/12/2011 م الجمعة
قائلٌ لايملِكُ البساطة قد صَرَحَ بعد إن مرَّ من أماِم عينه مقطوعات مشوشة من ماضيه قائلا بها:
ضمائرُ مصدرة ... وقلوبٌ مستوردة ... وذكرياتٌ مبعثرة ... أحلامٌ مُستعمرة ... وقبورٌ مورِّدة ... أوتارٌ منعزفة ... كلماتٌ مسّطرة...
جمالٌ بلا ملامح ... أجسادٌ بلا قلوب ... قد تخلصت من أرواحها ... نظفت سطور مؤرخها ... تذوب ما لملمت النسمات ... وتنسج برموشها ستائر تخفي تلك العبارات ... وتخترق طيف ذلك السَّدَف(1).
فزحلقت حبرها ذو الإسوداد المؤلم على نيم تلك الطبقات المتراصة على بعضها البعض لتجعل من الأرض مكان آخر ليحمل ذلك الوجع ، وتنثر بهجات كادت ان ترمي بنفسها إلى عنان السماء ... وتتواضع أمام ناقعاتها(2) ... وتنحني أمام أوجاعها ، ليس لشيء بل لأنها رسّخت داخل عالمها الجسدي مفاهيم دفعتها حتى تُكمل الحياة....
... كان لآلامها الفضلُ التي شغلت في حيزها الوردي المكان الأكبر لتكون هي سائق المسيرة الحياتية ...
وتُصفِق ذكرياتها المتلاشية ... وتجعلها متحاضنة وترمي بها داخل قارورةَ الزُجاج لتذفن ذكريات قد اختلط طعمها ... داخل البحر ذو الفم الكبير الذي يبتلع خصوصيات الهيكل المُطين(3)...
ومع كل ذلك ...
كانت ترسم بحبر معدنها الجوهري ...
على ملامح ذلك الوجه الشاحب ...
ثم يدخل بحاضره واصفا ذلك بأنه :
ضحكة تلك الشفاه...
وتصنُّع لمعة تلك العيون ...وتُورُدِ تلك الخدود...
فيخرج ومحياه لديه نغمات رنانة وبريق ذهبي قد اختلط بشفافية دقائق عشق المعنى المُبتسم ... مع نفخة بسيطة عمّا ترسخ من الناي المعزوف ومختزنات تلك المسامات التي من شدّة نعومتها لم تعدْ مرئية...
وسمفونية ...
سمفونية براءة تلك الطفلة التي تلاعبها تلك الشجرة ... التي تدني منها أوراقها ... فتقفز الطفلة لقطعها ثم ترفعها الشجرة .