أنت هنا

قراءة كتاب نفخات طالبة في المجهر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نفخات طالبة في المجهر

نفخات طالبة في المجهر

كتاب " نفخات طالبة في المجهر " ، تأليف أماني سعدون البلداوي ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

لم يكن لأحد القدرة على أن يُمرر على مسامعه معزوفات الفرحة المُدللة التي كانت تُضفي من دلالها على وجنات الطفلة ... حتى خشِنات تلك الشجرة كانت تُنعِمُ من نفسها وتمنحُ شخصِها قليلاَ مُن النعومة حتى إن سقطت الطفلة وأسندتها لا تؤذيها بل تُزيدها نعومة.

تُدندِنُ البسمات نفسها ..

وتمزج ضحكاتها مع كل نسمة دافئة ...

لتسهيل عملية عطاء الهواء لنفس تلك المخلوقات ...

حتى لا تشعر بأنها مفرّقةٌ عنه حتى تشعر بأنها جزء واحد.

فيعود للقطات الماضي واصفها بأنها:

تقوسات غيوم ...

كانت مقوسة لتجعل من نفسها مخبأ الأحلام .. لتكوّن سقفٌ لمن لا يملك ذلك .. لكي يرسم ببياضها الناصع أحلامُه ويختار حدودها وحوافها وذلك لمن لا يملك سقف ولا يملك حلم ولا يملك أقل حقوق الملكية ... وذلك لأنه عندما يهبط برأسه على تصخرات الأرض ويخلد في نومه وعندما يستيقظ لن يجد شيئا فوق رأسه يحميه من الأنواء ومن ولَعِ إشعاعات كل يوم قائظ ... لن يجد فوقه سوى الغيوم رغم أنها هي من أنقعت ملابسه وهي من أحرقت غرّته، لكنه يفشي دائما بسره لها ويبني مستقبله بها ... لأنه يعلم نهايته.

فيخط رسمات بسيطة يرسم بها ضباب الحاضر الذي يخبأ المستقبل فيقول : تموجات لا تعرف لماذا غيرت وجه ذلك البحر ...

وبحر لا يعرف لماذا غير أوجه تلك السطوح ...

ونيم(4) لا يعلم لماذا جاء إلى هنا ...

ومكانه لا يعرف أين مكانه...

ثم يقطع دماغه سلسلة أحداثه ويُدخِلَهُ إلى المدينة الثانية التي تسترت على جمالها بضباب ذلك الحاضر الغامض، فيُصادق زمانه بعد أن تمعن بجمال مدينة المستقبل قائلا ...

قد تكون بعض الأشياء غامضة ...

لكنها تعرف ماذا تقصد ...

إذا سمعت معزوفاتها ...

وأكملت قيثارات الأنين أفراحها ...

لأن اوتارها قد خلطت ألحانها بالوجع مرة وبالبسمة أخرى ...

لكنها أضافت على كل الطبقات المسموعة سطور من حروف تُصنِّعُ الراحة النفسية..

حتى تُلغي أوتار العذاب ...

لتبقى سمفونية عشق الإبتسامة ... لا تعرف لنفسها موطن ... بل تسكن على شفاه كل من أرادها ...

الصفحات