يناقش الكتاب مشكلة العنوسة من منظور شخصى لكاتبته و هى سيرة ذاتية لها وتعتبرها الكاتبة أنها لا تخصها فقط بل تخص مجتمع بأسره .. ذلك المجتمع الذى ولد بعد هزيمة 67 ..
أنت هنا
قراءة كتاب بيت العدل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إهداء
" يا ضفاف النيل بالله ويا خضر الروابي
هل رأيتن على النهر فتى غض الاهاب
أسمر الجبهة كالخمرة في النور المذاب
سابحاً في زورق من صنع احلام الشباب
ان يكن مر وحيّى من بعيد او قريب
فصفيه واعيدي وصفه فهو حبيبي "
ــ .... إلى حبيبى .. ذلك الفتى أسمر الجبهة غض الإهاب .. إلى من ظل عمره سابحا فى زورق من صنع أحلام الشباب ، محلقا فى سماء عالم عصى على " الترجمة " إلى مفردات عصرنا الإستهلاكى الحالى حتى أيقن أن عليه أن يسبح بزورقه إلى عالم آخر .. قد يكون فيه الآن جالسا مستمتعا بغناء عبد الوهاب توأم وجدانه يتصفح ضفاف النيل أو ضفاف أنهر أروع فى جنة الخلد .. إلى من أعارنى ملامحه و بث فى نبضه .. و اقتسم معى روحه .. فكان هو أنا و كنت أنا هو .. إلى من يساءلنى كتفى عن دفىء راحتيه .. و يساءلنى المرح و البهجة عن صاحبهما السمح البشوش .. إلى من تساءلنى أحرف القرآن الكريم عنه معلمها و ملقنها لى .. إلى أبى .. " آه لو شاركتنى أفراح قلبى "*
ــ إلى التى يتعجب التسامح من تسامحها فكان إسمها دليلا إليه .. إلى من هى المادة الخام لإنكار الذات و رضا النفس .. إلى " عكازى " و عمودى الفقرى .. إلى خيمتى و وسادتى و فراشى .. إلى التى لا تزال تحمل فى رغم أننى ولدت من زمن ليس بقصير .. إلى التى انتظرت معى " العدل " طويلا .. طويلا و لم تدر أنها " عدلى " و أمنى الذى ظللت أبحث عنه عمرا بأكمله .. إلى أمى بارك الله لى فى عمرها و منحنى رضاها .
ــ أمى و أبى .. إليكما ذلك الطفل الذى إنتظرتماه منى طويلا .. ذلك الوليد الذى أنجبته و لم يمسسنى بشر و لم أك بغيا .. إليكما وليدى الذى حملتماه معى و قاسينا معا آلام مخاضه .. ذلك الوليد الذى يحمل اسمك يا أبى .. وليد ليس من لحم ودم و إنما من أحرف مدادها الروح و صدقها و ألمها وضعفها و قوتها و بهجتها و شجونها .. إليكما وليدى الأول الذى شهدتما تكوينه لحظة بلحظة .. اهديكما اياه .. مع كل حبى و عرفانى
ــ إلى الفارس الغائب الذى تأخر كثيراً .. لك كل الشكر فلولا تأخرك ما كان هذا العمل الأول الذى أعتز به ..
• * قصيدة كان يعشقها أبى رحمه الله و يرددها دوما .. و هى قصيدة "كليوباترا " شعر على محمود طه و ألحان غناء محمد عبد الوهاب