كتاب " خواطر بلون الأيام " ، تأليف حنان عواضة سويد ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
نولد في لحظة ألم
نصرخ، ولمَ نصرخ؟
أنت هنا
قراءة كتاب خواطر بلون الأيام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

خواطر بلون الأيام
لقد قيل: إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، لأنه أبغض الحلال فلا يجب أن نقدم عليه إلا في الحالات المستعصية... بتر القدم عندما تفشل العلاجات، فالبتر هو الحل...
وكذلك في الزواج، عندما يموت الحب، وينام الضمير، وتنتصر الأنانية، وتسود الكراهية ويصبح من المستحيل التعايش بين زوجين، تحت سقفٍ واحدٍ، عندها البتر لهذه العلاقة أفضل للأهل والاولاد.
المرأة هي المتضرّر الأكبر من الانفصال، عليها أن تعي أن الطلاق يفرز مشاكل جديدة مثل تأمين الاكتفاء المادي، نظرة المجتمع، الحرمان من الأولاد إذا كانوا صغاراً، حرمان الأولاد من عاطفة أهلهم البعيدين عنهم ؛ كل ذلك له تداعياته على نفسية الطفل، وهناك مئات المشاكل المتشعبة من انفصال الأهل.
أنا أشجع الإنصات إلى صوت العقل، وبالتالي هو المنطق الذي يجب أن يسود بعد أن تنطفئ جذوة الحب المتوهجة مع مرور الزمن ويصبح الزواج في مهب الريح.
آخر ورقة
ورميتُ آخر ورقة من روزنامة عمري لسنة 2011، وعندما نظرت إليها فارغة من أوراقها اعتراني شعور بالحزن... لقد كبرت سنة ! لقد مضت سنة من عمري، وفجأة مرّ من أمام عيني، وفي خيالي شريط مصوّر لمعظم أحداث هذا العام.
في البداية أحسست كأنه البارحة، وسرعان ما انتهى؛ فالأيام تعدو سريعة ولا يمكننا اللحاق بها، ومن الغريب أنني لا أرمي الأوراق في سلة المهملات، وإنما في مكانٍ ما من البيت، فنظرت اليها، كانت مبعثرة تدعو إلى الإزعاج... أنا بطبعي أحب الأشياء مرتبة ومنظمة،وخطر لي أنها مبعثرة كحالنا في هذا البلد، تمرّ الأيام ونحن بانتظار ما يخبئ لنا المستقبل، فنعيش الحاضر مغمومين من الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي نعيش القلق مرّتين إن لم يكن أكثر.
إن السعادة التي كنا نحياها في القديم غير متوافرة هذه الأيام، وأصبح الحصول عليها نعمة كبيرة، نعيش في تفكير الحرب أو اللاحرب، كذلك يلاحقنا التفكير بالغلاء الذي يسير كقطارٍ سريع لا نستطيع اللحاق به.
أول ما نصحو صباحاً نقوم بتشغيل جهاز التلفزيون، ونقرأ أو نسمع آخر المستجدات أو إذا كان حصل شيئ ليلاً عكر الأمن في بلدنا... هذه الأيام جميعنا بانتظار ما ستؤول اليه الثورات في المنطقة، وهل ستقع الكارثة الكبرى ؟وعلى الصعيد المحلي، القرار الاتهامي وتداعياته، وعقدة تمويل المحكمة. لذلك مهما حاولنا أن نبتعد عن سماع الأخبار، فلا نقدر، لأننا نعتبر أنفسنا معنيين بكل جديد، فقدرنا هكذا! فالذي يعيش في هذا البلد، يكون هاجسه الأخبار الجديدة ومستجدات الساعة.
كل يوم يمر بسلام، نقول في أنفسنا.. الحمدلله الذي أنعم علينا بمروره بسلام.
مهما يحصل علينا أن نستقبل العام القادم بفرح وسرور حتى ينتهي بفرحٍ وسرور...
كل عامٍ وأنتم بخير، أعاده الله بالصحة والعافية،لأن الصحة أثمن ما في الوجود.