أنت هنا

قراءة كتاب حول مسألة أصل الكرد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حول مسألة أصل الكرد

حول مسألة أصل الكرد

كتاب " حول مسألة أصل الكرد " ، تأليف أرشاك بولاديان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

الكرد في التاريخ العربي

بعد الفتح العربي شارك الكرد الذين كانوا منتشرين في مختلف أصقاع الخلافة، خلال الحكم الإسلامي، في جميع الأحداث ذات الطابع المحلي. وتجدر الإشارة قبل كل شيء إلى مشاركة الكرد في حركات الخوارج وحركة بابك الخرمي وغيرها من الحركات في مناطق الموصل وفي الجزيرة والجبال[1] وغيرها. وكان لهذه الحركات التي نشأت تحت شعارات دينية، هدفها، وهو إقامة مساواة مادية واجتماعية، وموجهة في الوقت نفسه ضد الأنظمة الإقطاعية وأمراء المناطق.

بعد الفتوحات الإسلامية وخصوصاً في القرنين التاسع والعاشر كانت تحركات القبائل الكردية النشيطة من وقت إلى آخر مدعاة قلق للخلفاء، وكان هذا، إلى حد ما، بسبب الضعف التدريجي لسلطة الخليفة السياسية، والانتفاضات العاصفة التي كانت تقوم بها الشعوب الإيرانية ضد السلطة العربية.

لقد بدأت القبائل الكردية في خلال النصف الثاني من القرن الثامن تقريباً ولأسباب مختلفة، بالهجرة إلى مختلف مناطق الخلافة الإسلامية، حيث بلغت هذه الحركة أوجها في القرن العاشر، عندما اعتنق زعماء القبائل الكردية الإسلام، فاستخدموا تلك الهجرة في سبيل مصالحهم السياسية والاقتصادية.

لم يكن تاريخ الأكراد في فترة الخلافة الإسلامية (من القرن السابع حتى القرن الثالث عشر) موضوع بحث خاص في علم الاستشراق، ومن المفيد الإشارة إلى أن المؤلفات المتوافرة تتطرق بشكل رئيسي إلى مسائل التاريخ الحديث للكرد، أما فترة العصور الوسطى ككل، فإنها حتى يومنا هذا، تعتبر في الواقع من الفترات التي لم تجر دراستها بشكل كاف. ويفسر هذا، إلى حد بعيد، بكون المصادر الأولية الهامة حول تاريخ الكرد لم تدرس ولم تدخل مجال البحث العلمي حتى الآن، وقد لوحظ في السنوات الأخيرة تقدم في هذا الاتجاه ولكنه بطيء جداً[2].

لذلك، نرى بأن محاولة البحث الخاص في تاريخ القبائل الكردية ومسألة أصلهم في العصور الوسطى استناداً إلى مصادر المؤلفين العرب تمتاز بأهمية كبرى، حيث أننا نطمح إلى سد الفراغ الناشئ في دراسة بعض قضايا تاريخ الكرد، آخذين في الاعتبار المتطلبات الحديثة لعلم التاريخ ومعتمدين في الوقت نفسه على ما توصلنا إليه من مصادر عن تلك الفترة، مستقصين ـ بما وسعنا من جهد ـ المصادر العربية في القرون الوسطى، كالمؤلفات التاريخية والجغرافية وكتب السيرة وغيرها من المصادر بلغتها الأصلية.

إن فترة القرون الوسطى من تاريخ الكرد، لم تجد تقريباً انعكاساً لها في المدونات التاريخية عند الكرد. وتكفي الإشارة إلى أن مدونة «شرف نامة» التي خطها شرف خان البدليسي في القرن السادس عشر، تتحدث عن تاريخ الإمارات الكردية بدءاً من النصف الثاني للقرن العاشر، ومن الضروري أن نضيف إلى هذا، أننا لم نجد في المصادر الأرمنية والسريانية والفارسية التي تعود إلى القرون الوسطى، شيئاً عن الكرد فيما يخص موضوع البحث. ويتيح لنا تحليل المراجع الأصلية التي تعود إلى القرون الوسطى من وجهة النظر هذه، الاستنتاج بكل دقة أن أكثر المعلومات القيمة عن الكرد موجودة بشكل رئيسي في المؤلفات المكتوبة باللغة العربية خلال الفترة الممتدة ما بين القرنين التاسع والخامس عشر الميلاديين. كما تحتل المؤلفات المكتوبة باللغة العربية مكاناً لائقاً بين مؤلفات العصور الوسطى، وتتميز من بين المراجع العلمية كمجموعة متكاملة من المراجع الأصلية، بأنها تتيح في استعراض تاريخ الشعوب الواقعة تحت سيطرة الخلافة الإسلامية[3]. ومن المعروف أن اللغة العربية في الفترة ما بين القرنين الثامن والتاسع خرجت عن كونها لغة البلاط وأصبحت بشكل رئيسي، اللغة الرسمية للعالم الإسلامي[4] وكتبت بها المؤلفات التي ساهمت إلى حد كبير في تطوير الثقافة الإسلامية في العصور الوسطى ليس بالنسبة إلى العرب فحسب، بل إلى الشعوب الخاضعة لهم.

الصفحات