كتاب " كازانوفا في بولزانو " ، تأليف ساندور ماراي ترجمه إلى العربية إيمان حرزالله ، والذي صدر عن دار التنوير عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب كازانوفا في بولزانو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
![كازانوفا في بولزانو كازانوفا في بولزانو](https://files.ektab.com/php54/s3fs-public/styles/linked-image/public/book_cover/tnw9f.jpg?itok=V58rHpow)
كازانوفا في بولزانو
توجّه صوب النافذة ومدّ ذراعيه وفتحها على مصراعيها. تدفق ضوء نوفمبر الصريح البارد في الغرفة بقوة كشلال شاهق. وقف أمام النافذة المفتوحة في الضوء ورأسه مائل للوراء وغسل وجهه في الضوء وعيناه مغمضتان تطرفان، وابتسم.
قال من دون أن يتحرك وعيناه مغمضتان، ومازال مبتسماً للنسوة اللائي تكوّمن في الركن خوفاً:
ـ «اذهبن الآن! اذهبن وقلن إني هنا. لقد انتهى العالم السفلي. وأشرقت الشمس».
تنفس بعمق وبهدوء وبلمحة تعجُّب في صوته، وكما لو أنه يذيع للعالم أخباراً طيبة وعزيزة بشكل خاص، أعلن:
ـ «لقد استيقظت».
ظل واقفاً مغمض العينين لا يبالي للالتفات نحو الباب الذي كانت نساء بولزانو الفضوليات يعبرن منه إلى الرواق على أطراف أصابعهن. سمع وقع خطواتهن الأنثوية يهبطن السلم، وجلبتهن الحادة والسريعة، من دون أن يتحرك أو يفتح عينيه، فمه نصف مفتوح يبتلع الضوء البارد، كمن بوسعه هكذا أن يرى ويعي كل ما يحدث من حوله. ثم صاح على تيريزا، الفتاة التي ظلت حتى الآن واقفة خلفه، ويداها الحمراوان، اللتان لا تخلوان من رقة مع ذلك، على مزلاج الباب.
ـ «أنتِ. ابقَي هنا».
تكلم بأريحية وإمرة في نفس الوقت، متيقناً من طاعة أوامره. كان ينظر إلى الساحة، يتأمل الخطوط الواضحة للبيوت الغارقة في الضوء. تنهّد برقّة كأنه استيقظ الآن فقط على هزة أحدهم له، وتذكر أخيراً ما يجب أن يقوم به من التزامات يومه.
ـ «اقتربي»، قال بصوت ودود ومشوّش.