كتاب " الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط " ، تأليف د. أحمد نوري النعيمي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
![الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط](https://files.ektab.com/php54/s3fs-public/styles/linked-image/public/book_cover/z151f.jpg?itok=0S4bixyc)
الوظيفة الإقليمية لتركيا في الشرق الأوسط
3. موقف العرب من حرب الاستقلال التركية
عندما نشبت حرب الاستقلال التركية في الأناضول عام 1919، كان الوطن العربي ينظر إليها بالتقدير والاحترام، وفي هذا المجال، نرى أن صحيفة الرقيب التي كانت تصدر في طرابلس – ليبيا – تابعت هذه الحرب طيلة سنوات القتال، إلى حد أنها خصصت ثلاثة صفحات كاملة لمقالكتبه سليمان الباروني وذلك بمناسبة تشكيل حكومة المجلس الوطني التركي في أنقرة في مايس 1920. وفي هذا الشأن، كتبت صحيفة الرقيب قائلة: " أن جيش التحرير لن يتراجع أبداً إلى أن تتحقق مطالب الشعب التركي".(44)
وبعد انتصار قادة التحرير في حرب الاستقلال في الأناضول، في 30 آب 1922، قام العرب بإرسال برقيات تأييدهم، منها برقية قنبر أفندي أحد المسؤولين في الحكومة العراقية المؤقتة في ماردين إلى مصطفى كمال في 16 تشرين الثاني 1920 يهنئه فيها بنصره، وقد رد مصطفى كمال عليها، وبرقية جلال الدين عارف بك ممثل تركيا في روما وردت وزارة الخارجية لحكومة المجلس الوطني التركي عليها في 19 أيلول 1922. وبرقية الأمير خالد ممثل الأوساط المالية وعضو مجلس الجزائر إلى فريد بك ممثل تركيا في باريس في 11 أيلول 1922، ومن السيد مهدي من حي باب المنارة في تونس، ومن السادة ذهامي بن عبدالله وشرف الدين في تونس إلى الممثلية التركية في باريس في 11 أيلول 1922، ومن الجمعية المصرية في مدينة تولوز في فرنسا إلى فريد بك ممثل تركيا في باريس في 13 أيلول 1922، ومن حزب الدستور في مدينة سوس في تونسإلى أحمد فريد بك ممثل حكومة أنقرة في باريس في 15 أيلول 1922 ومن الدكتور الدار ديري المصري في برلين وأحمد محمد ثمروك من مدينة بخمادي في تونس وطلاب الجامع الكبير في تونس وحمودة الزهماس من مدينة بتورسك في تونس.(45)
ومن جانب آخر، إن نشوء القومية في تركيا، وإلغاء الخلافة عام 1924، وغلق المحاكم الشرعية من قبل مصطفى كمال، وإبدال الأبجدية العربية بالأبجدية اللاتينية، كان من بين الأسباب التي أدت إلى برود العلاقات العربية – التركية.(46)
ولا بد أن نؤكد في هذا المجال أن تجارة تركيا مع الشرق الأوسط كانت قليلة جداً، وكانت إستراتيجيتها التنموية تهدف إلى الاعتماد الذاتي بدلاً من الاعتماد المتبادل، وقبل أن يصبح الشرق الأوسط منتجاً للنفط، لم تكن المنطقة تنتج شيئاً مهماً تحتاجه تركيا. في المدة الواقعة بين 1923 –1938 لم يكن لتركيا دور كبير في تاريخ المنطقة خارج نطاق حدودها، وعليه فإن تركيا ابتعدت عنها ثقافياً.(47)
4. مشكلة الموصل والإسكندرونة
شهدت العلاقات العربية – التركية بعد استقلال الوطن العربي عن الدولة العثمانية العديد من القضايا والمشكلات ومنها ما يتعلق بالحدود مثل مشكلتي الموصل والإسكندرونة.(48)
بالنسبة للموصل فقد ضمت إلى العراق بموجب قرار عصبة الأمم في كانون الأول 1924، وأعقب ذلك اتفاق بين تركيا وبريطانيا في حزيران 1926، ينص على تنازل تركيا عن مطالبها في الموصل مقابل حصولها على 10% من إنتاج الموصل النفطي.(49)
أما ولاية الإسكندرونة فإنها أصبحت جزءاً من الاتفاق الوطني التركي في عام 1920، وكانت هذه الولاية تتبع إدارياً ولاية حلب عام 1920، وألحقت في (1) أيلول من العام نفسه بحكومة حلب مع منحها استقلالاً في الشؤون الإدارية. وفي العام 1924 أعيد ربط اللواء برئيس الدولةالسوري مع استمرار احتفاظه بالاستقلال الإداري، وقد أقرت هذا الوضع اتفاقية أيار 1926 بين سوريا وتركيا. وعندما قسمت سوريا عام 1936 إلى تسع محافظات كان الإسكندرون أحداها.(50) ولكنها سلمت إلى الإدارة الفرنسية بموجب اتفاقية أنقرة – اتفاقية فرانكلين – بولون Franklin - Boullon.(51) التي أبرمت في 20 تشرين الأول 1921. ومع ذلك فإن الحالات الخاصة للسنجقية نظمت بموجب المادة السابعة من الاتفاقية المذكورة التي لها علاقة بحقوق الأتراك.(52)