قراءة كتاب أساسيات تغذية الأسماك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أساسيات تغذية الأسماك

أساسيات تغذية الأسماك

كتاب " أساسيات تغذية الأسماك " ، تأليف أحمد عبدالله خريسات ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5

والسعة التحميلية في ظل معطيات وظروف بيئة محددة هي بمثابة إطار صلب يرسي السقف الإنتاجي الأقصى . ويتحتم تطوير تقنيات الإدارة حتى يمكن زيادة السعة التحميلية . فمثلاً أبسط مستويات التطوير في إضافة الأسمدة أو الأغذية أو كليهما . كما يتعدى الأمر الى التعديل في المخزون السمكي Stock Manipulation إعتماداًَ على المعلومات البيولوجية التي تتميز بها الأسماك المعنية .

وحتى لا يكون الحديث مرسلاً فإننا نقدم الشكل رقم (1) الذي يوضح نموذجاً للعلاقة بين السعة التحميلية وإدارة الحوض السمكي وكذلك مستلزمات الإنتاج المستخدمة .

ففي تطور تدريجي تمثلت الخطوة الأولى لزيادة السعة التحميلية هي تسميد مياه الحوض تشجيعاً لإنتاج الغذاء الطبيعي . وفي ذات الإطار ، فإن ضوء الشمس هو الأساس في سلسلة الغذاء الطبيعي في الماء ، وذلك راجع الى كونه الأساس في التمثيل الضوئي في النباتات الخضراء . وفي المياة التي تقل فيها العكارة الناتجة عن جزيئات التربة المعلقة ، فإن درجة توفر النباتات الخضراء في الماء يعتمد على مدى توفر العناصر الغذائية خاصة النيتروجين والفوسفور . وفي حالات نادرة ، فإن البوتاسيوم أو الكربون أو بعض العناصر النادرة يمكن أن تكون مؤثرة على توفر النباتات الخضراء في الحوض السمكي .

وحتى يمكن توفير العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات الخضراء ، تضاف الأسمدة المعدنية او العضوية . وتقوم هذه المواد إما بتقديم التغذية المباشرة للنباتات أو أنها تتكسر في مياه الحوض وبالتالي تنشط السلسلة الغذائية بالحوض على مستوياتها المختلفة . وفي حالة ما إذا كان الكربون هو العامل المحدد لنمو النباتات الخضراء ، فإنه ينصح بإضافة الجير قبل إضافة أي مادة من الأسمدة .

ومع النمو المستمر للأسماك وزيادة أوازنها بالحوض السمكي يصبح الغذاء الطبيعي أقل توفراً عن ذي قبل وتقل مساهمته في نمو الأسماك . وأيان الوصول الى هذه المرحلة ، فإن أي زيادة مطلوبة في السعة التحميلية يمكن تحقيقها عن طريق التغذية الصناعية وهو ما تشهده صناعة الإستزراع السمكي حالياً . وفي المرحلة الأولى ، فإنه يمكن للتغذية التكميلية Supplemental Feed والتي تستهدف تعويض النقص في كميات الغذاء الطبيعي كماً و/ أو كيفاً وذلك الى حين . ومع إستمرار نمو الأسماك وزيادة الكتلة الحية لأسماك الحوض في نظم الإستزراع أكثر تكثيفاً ، فإنه من المتوقع الوصول الى المرحلة التي عندها يتم إستهلاك الغذاء الطبيعي تماماً ويصبح تقديم عليقة أكثر إتزاناً وخصوصاً بما يحتويه من الفيتامينات والمعادن أمراً ضرورياً .

وهنا لا بد من وقفة ، فكما أن هناك سعة تحميلية من الأسماك الحية تستطيع مساحة مائية ما أن تستوعبها ، فإن كمية التغذية التي يمكن لمساحة ما أن تتحملها لها أيضاً حدودها القصوى تحت نظام إدارة معينة ذلك نظراً لإرتباط كميات التغذية بوزن الأسماك المغذاة وكذلك بالنفايات نتاج هذه الأسماك نفسها ثم ببقايا الأعلاف ونتاج هضمها و/ أو تحللها . ويؤكد ذلك أنه في الكثير من نظم الإستزراع النمطية توصف الإنماط بما يتم إستهلاكه من الأعلاف بالنسبة لوحدة المساحة .

في الطبيعة ، تتنوع العادات الغذائية للكائنات المائية تبعاً لأنواعها وحتى أحجامها والتي تفضل أنواعاً دون غيرها هذا وإن إختلفت فيما بينها من حيث قدرتها على التغيير من غذاء لآخر . وإن كانت هذه القدرة تزيد من كفاءة النظام سامحاً للعديد من الحيوانات بالإستفادة من الغذاء المتاح .

عند إتباع الإستزراع المختلط Polyculture والتي يمارس فيها إستزراع خليط من أنواع الأسماك التي تتباين في عاداتها الغذائية فإننا نحاكي الطبيعة لحد ما ونتيجة ذلك هو زيادة السعة التحميلية لهذا الحجم من الماء . وربما تمثل التجربة الصينية نموذجاً ناجحاً للإستزراع المختلط حيث يتم تخزين الكارب العادي والذي يتغذى على النفايات Detritus، والكارب الفضي (يتغذى على الهائمات النباتيةPhytoplankton ) ، الكارب كبير الرأس (يتغذى على الهائمات الحيوانية Zooplankton) ، كارب الحشائش (يتغذى على النباتات Macrophytes) والكارب الأسود الذي يتغذى على القواقع . هذا وإن أصبح المشط مكوناً رئيسياً في هذا النظام في الصين . وما يمارس في مصر من زراعة المشط مع أسماك العائلة البورية وأحياناً يضاف إليها بعض أنواع الكارب هو من سمات الإستزراع السمكي في مصر .

وخلافاً لما هو معروف عن الإستزراع المختلط ، فإن هناك إتجاهاً حديثاً في ولايات الجنوب الإمريكي بتربية أسماك القرموط الإمريكي Channel Catfish في أحواض ترابية تمرر مياهها في نظام دائم الدوران على أحواض تربى فيها إسماك الكارب ذو الرأس الكبير حيث تتولى هذه الأسماك حصاد هائمات هذه المياه قبل عودة هذه المياه مرة أخرى الى أحواض القراميط ، حتى سنوات قليلة كانت البحوث تستهدف التوصل الى علاقات عددية مناسبة لتحقيق محصول إضافي من الكارب مع تحسين جودة المياه في أحواض القراميط.

وكما أن زيادة السعة التحميلية تتحقق بزيادة مدخلات الإنتاج من أسمدة وأغذية وإصبيعيات ، فإنها تتحقق كذلك نتيجة السيطرة على مثبطات النمو .فمن المعروف أنه كلما أزداد المخزون السمكي في حوض ما ، كلما إزدادت خصوبة المياه نتيجة إضافة الأسمدة والغذاء ، فإنه لا بد من الوصول الى نقطة تنهار عندها حالة التوازن التي تحافظ على إستمرارية النظام الطبيعي وعافيته والتي عندها يزداد معدل إنتاج الفضلات كالأمونيا وثاني أكسيد الكربون الى مستويات قد تكون مثبطة بل ومميته للأسماك وهنا يصبح التخلص من هذه الفضلات أمراً حتمياً بغض النظر عن المحتوى الأكسجيني للماء .

من الأهمية بمكان ، وخصوصاً مع معرفتنا بأنه في الإستزراع السمكي يتم تخزين أنواع محدودة من الأسماك في الحوض السمكي ويتوقع وصول هذه الأسماك الى أحجام تسويقية خلال مدة محددة فإن عدد الأسماك التي يتم تخزينها في وحدة التربية يتوقف على السعة التحميلية لتلك الوحدة . كما أنه بالنسبة لسعة تحميلية محددة ، فإن الإنتاج يمكن أن يتكون من عدد كبير من الأسماك الصغيرة أو من عدد أقل من أسماك أكبر حجماً . ويعتمد عدد الأسماك التي يتم تخزينها في وحدة ما معروف سعتها التحميلية على حجم الأسماك المطلوب أثناء الحصاد ويمكن حسابها كما يلي :

عدد الأسماك المطلوب تخزينها = السعة التحميلية / أدنى متوسط وزن مطلوب ، وبالطبع فإنه لا بد من الأخذ بالإعتبار معدل البقاء للأسماك المخزنة .

وبالإضافة الى تأثير السعة التحميلية على معدلات التخزين ، فإن معدلات التخزين لها تأثير مؤكد على متوسط الوزن النهائي وذلك بالنسبة لسعة تحميلية محددة ، ذلك كلما ازداد معدل التخزين ، كلما كان الوصول للسعة التحميلية أسرع وذلك في بدء موسم النمو وبالتالي قل الوقت المتاح للنمو .

ويؤثر حجم وعمر الأسماك في السعة التحميلية حيث أن الأسماك الأصغر حجماً – وغالباً الأصغر عمراً- دائماً ما تحتاج الى معدل أعلى من الأكسجين بالنسبة لوحدة الوزن ذلك مقارنة بالأسماك الأكبر حجماً ، وإن كانت الأسماك الأصغر تمتاز بمعدل أعلى من الحيوية في حالة الأكسجين المنخفض ويرجع ذلك الى قدرتها الأكبر على إستخدام الأكسجين في منطقة السطح البيني للهواء والماء . وكذلك تتغذى الأسماك الصغيرة على المستويات الأقل في السلسلة الغذائية بالإضافة الى تنوع عاداتها الغذائية بشكل أكبر وبالتالي فهي يمكنها التعامل بسهولة مع الغذاء الطبيعي.

وكما هو موضح في الجداول التالية ، فقد تستخدم وسائل التهوية التي يمكنها إضافة الأكسجين لمياه الحوض وبالتالي يمكنها أن تؤدي الى زيادة إضافية في السعة التحميلية . كذلك فإن تغيير المياه الذي يستهدف تقليل حمولة الفضلات علاوة على الإمداد بالأكسجين يمكن أن تؤدي الى زيادة في السعة التحميلية . ونود أن ننوه بأن هناك تغيير مائي يتم ممارسته بهدف المعالجة كالحد من تزايد الملوحة الى مستويات غير مرغوبة دونما صلة بمستويات أعلى من التكثيف . ونود التأكيد ايضاً على أنه قبل إستخدام أي من الوسائل لزيادة السعة التحميلية فإنه من الضروري إجراء دراسة إقتصادية متأنية لتقييم المردود الإقتصادي لإستخدام هذه الوسائل .

تأثير المستويات المختلفة للتهوية المستمرة على إنتاج القرموط الابيض Ictalurus Catus والتي تم تخزينها بمعدل يوازي 4200 أصبيعية لأربعة دونمات .

جدول رقم (1) تأثير المستويات المختلفة للتهوية المستمرة على إنتاج القرموط الأبيض والتي تم تخزينها بمعدل يوازي (إصبيعية / م2)

جدول رقم (2) السعة التحميلية للمشط الأوريا تحت مستويات مختلفة لتغيير الماء :

الصفحات