كتاب " مذكرة القصص في القرآن " ، تأليف أ. النجاتي علي آدم ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب مذكرة القصص في القرآن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

مذكرة القصص في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن القاريء للقران الكريم وهو الكتاب الوحيد الذي حفظ بتاريخ الانبياء وحوادث حياتهم وأخبار دعوتهم، يلاحظ بوضوح ان الانبياء بعثوا من بيئة مظلمة خائفة معارضة لدعوتهم ثائرة عليهم وبعثوا في ضعف شديد وفقر تام في الاسباب.
إن ما حكاه الله تعالى في القران الكريم من قصص الأنبياء والرسل، وما لقوه من معارضات ومحاربات ومؤامرات وتالب القوم على دعوتهم وأممهم من قوس واحدة، والحرب الشعواء التي كانت تقع دائماً بين ضعيف فقر اعزل وبيت جماعة قوية غنية قاهرة تملك جميع الأسباب أو بيت ملك مشيد طاغية ثم النتيجة واحدة دائماً في انتصار الدعوة النبوية وأصحابها على ضعفهم وفقرهم، وهلاك الأغنياء والأقوياء والملوك الجبابرة رغم قوتهم وبطشهم أو خضوعهم لهذه الدعوة أو قبولهم لها.
إن هذا النظر ليس بالمصادفة إنما هو مقصود بذاته تدمير القدرة الكاملة التي خلقت الإنسان، وما تزال تهلكها وتنتصر فيها كشف شاءت.
وهذا النمط من القصص القرآني دعوة إلى التوكل على الله ونصره وان اختلف الزمان والمكان، والاعتماد على الدعوة وحسن السيرة والعمل الصالح ان اكفهر الجو وقسا الزمان.
إن معجزات النص وعجائب القدرة الآلهية تتكرر فاذا ذكر القران ما اكرم الله به الرسل من النصر والفتح المبيت وقبول الدعاء، والغلبة على الأعداء، ذكر ما يشجع اتباعهم والحاملين لدعواتهم على هذه التجربة، ويطمعهم من رحمة الله يقول الحق تعالى فيما اكرم به أيوب: "رحمة من عندنا وذكر للعابدين" الآية 84 الأنبياء، ويقول في حق يونس: "سلام على موسى وهارون انا كذلك لنجزي المحسنين" 14 (ص)، فهذه القصص دعوة وإرشاد ولم تكن للتسلية فقط قال تعالى: "لقد كان لكم في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل وهدى ورحمة لقوم يؤمنون".