كتاب " معجم المعارك التاريخية " ، تأليف نجاة سليم محمود محاسيس ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب معجم المعارك التاريخية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معجم المعارك التاريخية
غزوة أحد
شعرت قريش بمرارة الهزيمة التي لقيتها في حربها مع المسلمين في بدر، وأرادت أن تثأر لهزيمتها، حيث استعدت لملاقاة المسلمين مرة أخرى ليوم تمحو عنها غبار الهزيمة.
اجتمع من قريش ثلاثة آلاف مقاتل مستصحبين بنساء يحضضن الرجال عند حمي الوطيس إِلى القتال.
وخرج الجيش حتى بلغ مكان ( ذي الحليفة ) قريبا من أحد.
سمع $ التقدم المشركين إليهم فاستشار أصحابه، فقال الشيوخ: نقاتل هنا، وقال الرجال: نخرج للقائهم. فأخذ النبي $ برأي الرجال. لبس النبي صلى الله عليه وسلم حربته وخرج يريد لقاء المشركين، فخرج من المدينة ألف رجل، انسحب عبد الله بن أبي المنافق بثلث الجيش قائلا: ما ندري علام نقتل أنفسنا؟
عسكر المسلمون عند جبل أحد، ووضع الرسول $ خطة محكمة، وهي وضع خمسين رجلا على الجبل يقودهم عبد الله بن جبير، وأمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم التحرك سواء في النصر أو الهزيمة.
وبدأت المعركة،وقاتل حمزة بن عبد المطلب قتال الأبطال الموحشين، وكان جبير بن مطعم قد وعد غلامه وحشيا أن يعتقه إن هو قتل حمزة.
وقد كان استشهاد حمزة نكبة عظيمة على المسلمين، إلا أنهم قاوموا وصمدوا أمام قتال المشركين. ولقد قاتل مصعب بن عمير عن رسول الله $ حتى قتل، وراح قاتله يجري إِلى قومه يخبرهم أنه قتل محمدا. وراحت قريش تجر أذيال الهزيمة ثانية، حيث أن لوائها قد سقط على الأرض تطأه الأقدام.
رأى الرماة من فوق الجبل هزيمة المشركين، وقال بعضهم: ما لنا في الوقوف حاجة. ونسوا وصية الرسول $لهم، فذكرهم قائدهم بها، فلم يكترثوا بمقولته، وسارعوا إِلى جمع الغنائم. لاحظ خالد بن الوليد نزول الرماة، فانطلق مع بعض المشركين والتفوا حول الجبل، وفاجأوا المسلمين من الخلف، فانبهر المسلمون وهرعوا مسرعين هاربين. وارتفعت راية المشركين مرة أخرى، فلما رآها جيش المشركين عاودوا هجومهم. ولقد رمى أحد المشركين حجرا نحو الرسول $، فكسرت رباعية الرسول $، فنادى الرسول في أصحابه قائلا: هلموا إلي عباد الله.. هلموا إلي عباد الله. فاجتمع ثلاثون من صحابة رسول الله $، فجمع جيشه ونظمه، ولحق بالمشركين ليقلب نصرهم هزيمة وفرحهم عزاء. فلما ابتعدوا أكثر فأكثر.. تركهم وعاد إِلى المدينة.