كتاب " بدرية " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب بدرية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بدرية
حولّي الزمان
عندما كان حسن الظن أكبر.. والمساحات بامتداد أكثر.. وغزو الآلات الصفراء التي تدك الأرض تحفر وتهدم لم يحن بعد.. زمان الحب المذبوح.. والشعر كجرح مفتوح.. زمان الخرافة والرهبة.. زمان الحواري المتعرجة.. والحوائط النصف نصف.. طين واسمنت.. زمان أخاذ..
حولّي بدرية
لبدرية دخل كبير في صنع أيامنا.. ولأحداث الأيام دخل كبير في صنع وعينا.. ولبدرية مكانة كبيرة في نفوسنا.. لم نستطع أن نفسر هذا العشق الكبير لها.. كنا نشترك في حبها دون غيرة أو منافسة ، وكانت تحبنا جميعاً.. صبياناً وبنات..
كل فتياتنا فيهن شيء من بدرية.. الشعر الفاحم، البشرة الحنطية الناعمة، الثغر الأنثوي، الغنج والدلال غاليا الثمن، الروح المحبة للحياة، والاستعداد للحب، والاستعداد لقتل المحبوب حباً، النظرات الولهى، الرموش، الحواجب.. كل فتاة كويتية هي بدرية.. بدرية هي حبنا الأول والأصيل..
(1)
قبل غروب الشمس خلف البيوت التي تقشر الاسمنت من على حوائطها فظهر الطين، تتحول الأعمدة الخشبية القادمة من المدينة، والمارة بحارتنا والذاهبة إلى جهة لا نعلمها، والتي تحمل أسلاكاً كهربائية، تتحول هذه الأعمدة إلى شيء رهيب وداكن وعال، عند هذه الساعة المحددة، تظهر قطعان الخراف والماعز وكأنها تعرف طريقها، فكلما اقتربت من أماكنها تسرع الخطو، ويثار الغبار ويختل انتظام القطيع، ويضطر «أبو مجبل» راعيها أن ينادي بأعلى صوته ويصفر لها فتعدل وجهتها، حتى تصل إلى بيوتها، ويتلكأ بعضها بالدخول ليأكل بقايا الأوراق والأكياس قرب الباب، ويلج بعضها بسرعة على أمل أن يجد الشعير ونوى التمر المنقوع في الماء.