رغبت في أن أُخصّص هذا الكتاب لثلاثةٍ من نشاطاتي العلميّة والفكريّة والثقافيّة طوال مسيرتي العلميّة إلى الآن، فسلكته في أقسامٍ ثلاثة:
أنت هنا
قراءة كتاب معهم مقدمات وندوات وشهادات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
معهم مقدمات وندوات وشهادات
الصفحة رقم: 5
يا وقوفي على عتبات الوكالة(2)،
بطاقة تموين،
وكيس طحين،
وعلبة سردين،
وسربًا من اللاّجئين،
وذكرى فلسطين،
وآمين ... آمين ... آمين.
وفي الفنّ، يراوح الشّاعر - أو يزاوج - بين الشّكلين الشّطريّ والتّفعيليّ في الدّيوان الواحد والقصيدة الواحدة كما في "دم حنظلة" دون أن ينحاز إلى أحدهما أو يطغي أيّ واحد منهما على الآخر قصدًا، لأن التجربة هي التي تختار اللبوس الموائم له والشّكل الذي تختال فيه. ولعلّ هذه العفويّة الفنيّة اللّازبة تكون وراء باقة ظواهر الشّعريّة الأخرى التي توشّح شعره توشيحًا لافتًا مدهشًا:
- بساطة اللغة المفعمة بالدلالات الموحية والصّور النّابضة الواقعة التي تمتح من الموروثين الفصيح والشّعبيّ، والتي قد يكون "ناجي العلي" فيها قناعًا لإبراهيم ورفاق سربه من مناضلين ومبدعين ومتلقّين وفقراء مسحوقين كان فنّان الكاريكاتور يرسم بكلماته وأصواتهم جميعًا.
ولقد حقّق إبراهيم وبعض الشّعراء العرب كالمنصف المزغنّي، مثلًا، في ديوان "حنظلة العلي" ورهط من الصحافيّين الأحرار الذين أصرّوا على أن يظلّ ناجي الميّت حيًّا، حقّق هؤلاء جميعًا للفنّان في مماته ما كان يهجس به في حياته حين قال عن حنظلة: "هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتّأكيد... وربما لا أبالغ إذا قلت إنّني قد أستمرّ به بعد موتي".
- المخزون التّراثي العميق، قرآنًا وحديثًا وشعرًا ونثرًا، المنداح في حنايا شعره اندياحًا انسيابيًّا متوهجًّا في ما اختير له:
وأدركت أنّيّ وحدي أُتقن نسخ دمي
فما قتلوني
وما صلبوني
تشبّهت طيرًا ومتّ بطعنة ريشه.