كتاب " معادلة الحياة " ، تأليف فاتحة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب معادلة الحياة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معادلة الحياة
ثم أجيب نفسي:
- ما أدراني؛ إن أخي يتصرف في هذه الأمور كالجاهل دون أن يترك لي فرصة التوضيح.
ويسألني مرافقنا:
- ما بك لا تأكلين.. تفضلي.
- شكراًً شبعت.. نعمة دائمة.
- تبدين شديدة الاحمرار.. ماذا هناك.. تضايقت من شيء؟
- لا إنه فقط الحر.
- الحر؟ إننا في فصل الشتاء.
- هه.. صحيح... لكنني أشعر بالحر في كل فصل.
- لا بأس. ظننت أن شيئاً ما أزعجك.
- لا إنكم في غاية الكرم. شكراً.
لم يلحظ أخي تغير وجهي لعدم اهتمامه بي، فقد كان غارقاً في أكله.
لم أكن أعلم أكانت رؤيته حقيقة أم خيالاً أو ربما أنّ أحداًً ما يشبهه.
مساء عندما قيل لي إن موعد البرنامج قد حان، ارتبكت قليلاً وكانوا قد أشرفوا على التحضيرات الأخيرة فخُيِّل لي مرة أخرى أنني رأيته وسطهم فحدثت نفسي:
- أيعقل أنه يعمل هنا؟
وانقطعت أفكاري بمناداة المخرج لي:
- نقوم بتجربة لملاحظة كيف ستسير الأمور؟
- أجل.. ماذا عليَّ أن أفعل؟
- تصرفي بشكل طبيعي كأننا على المباشر، ستقفين هنا صوب هذه الكاميرا.
وشخص بصري.
فقال المساعد المخرج:
- ماذا هناك؟ ما بك؟
- إنه هو... أجل هو.
- من؟ لماذا شحب وجهك هكذا؟ من رأيت؟!
- لا لا.. لا أحد – ذلك لأنني تذكرت أن أخي معنا فقلت يجب أن لا يلحظ شيئاً –.
وأعاد المخرج السؤال ذاته:
- ماذا هناك؟
- لا شيء، فقط أنا خائفة من المباشر.
وصدّق المخرج ردي فراح يُهون عليّ:
- لا عليك، ليست هناك أي صعوبات لكن لأنها المرة الأولى ستشعرين بالارتباك قليلاً وهذا طبيعي وسرعان ما تتعودين... تنفسي عميقاً وتصرفي بشكل طبيعي.
- أجل الكاميرا.
- ما بها الكاميرا؟
- لا.. لا شيء.. أرغب في خروج أخي لأنه يربكني أكثر.