كتاب " مرقد عابر بن عابر " ، تأليف محمد زينو شومان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
هو من كائناتِ الأساطيرِ
أعجوبةُ الفيزياءْ
أنت هنا
قراءة كتاب مرقد عابر بن عابر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مرقد عابر بن عابر
مرقد عابر بن عابر
الـــ [هو]
هو من كائناتِ الأساطيرِ
أعجوبةُ الفيزياءْ
صيحةُ الذاتِ موغلة في حنايا الصدى
كلّما صفّقت شجراتُ الحياة له
لاحت الحاء حرفاً وحرّيةً وتهادى الكلام قطاةً
مع الرِّيح مقطوطةَ الرأسِ
والدرب لا هي فجر ولا هي هدبُ الغَسَقْ
فإلى من، سوى أَزْره، يكلُ الوِزْرَ؟
أين السبيل ومن خلفك اليابسهْ
وأمامك بحرُ الحداثةِ مضطرب الموجِ؟
هل من سبيلٍ إلى الرّزقِ يدرأُ غائلةَ «الميديا»
عن بنيكْ؟
ويجنّبك الحتْف ذُلاً
ويُبعد عن شفتيك لظى السُّؤْلِ
أو حنظلَ التجربهْ؟
قل أما زلت مستمسكاً بحبالِ البيانِ التي
تتقطّع شيئاً فشيئاً؟
كأنك يا صاحبي منقذ الفُلْكِ... بل أنت مغرقها
في عبابِ الغموضِ العرمرمِ.
هل هو غَمْرُ البداياتِ؟
ألقِ شباكك... إن التفاؤل ملحُ الوجود الضروريُّ
وانظر بعيداً: (همنغواي) يشرق زنداه في الماءِ
مستجمعاً
من زعانف شهوته ما تيسّر من وجبةٍ للجَلَدْ
قاطع
عالم يتحكّم في أمره (الماوس: أي فأرةُالكمبيوترِ)،
فهي بشاربها
تبقرُ العلم واللذّة البشريّة والمرءُ يركضُ، حتى اللهاثِ، وراء مطامعه العاجلهْ
في استطاعتك العِتْقُ من سلطةِ القدمينْ
لم تعد هذه الساق قطُّ أداةً لخوض مغامرةٍ فاشلهْ
لم تعد حاجةً للتنقّل بين المجرّاتِ،
والقفز من غايةٍ نحو أخرى.
قاطع
ضع هذا الصحنَ اللاقطَ فوق الظهرِ قُبيل خروجكَ
واتبعني
ها أنت نزيل (العولمةِ البكرِ) وضيفُ المخلوقِ التكنولوجيِّ
تحسَّس صدرك: ماذا يجري في ذاك المصنعِ؟
كيف ترى في الليل إلى أنفاسٍ
هي بعض زفير الآلةِ؟
هذي القارّةُ هل يدخلها مشقوقُ الجيبِ
وآكلُ حصرمِ معرفةٍ لُعِنتْ أبدَ الدهرِ؟
كأنّ الأمشاجَ اختلطت
فالشركاتُ هي الأخرى تُنجب مثل ذوات الأرحامِ
وتُرضعُ،
تُحيي وتُميتْ.
هَرْجٌ ومَرْجٌ : ربما تقيّأتْ هذي الحواضرُ الدّخانْ
واصطبغ المكانُ بالمخلّفاتِ العاطفيّة
التي تفرزها الأعضاءُ
هل يستبشرُ العالم بالتلوّث الذي يُعيدنا
إلى سديمِ البدءِ؟
هل يخرج من فُقّاعة البخار كائنٌ بديلْ؟
قد لا يكونُ غير كائنِ القلقْ!