أنت هنا

قراءة كتاب آراء ودراسات حول كتاب عمان الديمقراطية الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آراء ودراسات حول كتاب عمان الديمقراطية الإسلامية

آراء ودراسات حول كتاب عمان الديمقراطية الإسلامية

كتاب " آراء ودراسات حول كتاب عمان الديمقراطية الإسلامية " ، تأليف د. حسين غباش ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

الدكتور غباش الذي نال الدكتوراه على بحثه القيّم هذا من إحدى أهم جامعات فرنسا، كان دقيقاً ومتعمّقاً تدفعه روح البحث العلمي الجاد بعيداً عن كل أمور التعصب والهوى.

كان يفحص ويدقق ويقارن ويوازن ويقيم دراساته على أسس علمية بحتة، يستخرج المعلومات من مختلف المصادر ويلح في استكمال عناصرها واستبيان أسبابها وتحليل نتائجها.

ومن ثم استقبال العالم الإسلامي في شتى دياره وأقطاره لهذا البحث الأكاديمي النزيه المستقصي استقبالاً فاق التوقع فقد طبعت (دار الجديد) البيروتية ـ هي الناشر الأول للكتاب في اللغة العربية مترجماً عن الفرنسية ـ طبعت منه عدة طبعات نفدت كلها في سنة واحدة، مما اضطر المؤلف إلى إعادة طبع الكتاب في طبعة أخرى أوسع وأشمل في (دار الفارابي) البيروتية العريقة، وقليلة هي الكتب التي تنال مثل هذا الإقبال الواسع من القارىء العربي فيعاد طبعها مرات عديدة، وما ذاك إلا بسبب الدقة البحثية والأمانة العلمية والأسلوب الشيق الجميل؛ كتاب نعم يتناول عُمان وخصوصية تجربتها ولكنه لا يراها تجـربة عُمانية تخص العمانيين وحدهم، بل يراها تجربة عربية عامة تهم كل عربي، بل كل مسلم لما فيها من أصالة ومن إضافات مهمة لا غنى للتجربة العربية عنها، وهي تنهض لتشكيل فلسفتها الخاصة بها بين فلسفات العالم المعاصرة. إنه لا يدعو إلى الالتصاق بالتجربة والتماهي فيها، ولكنه يدعو إلى تأملها والاستفادة مما بها من القيم بما يتفق مع ظروف العصر ومناخاته.

«عمان.. الديمقراطية الإسلامية» عرض للتاريخ العماني ولتجـارب العمانيين منذ العصور الإسلامية الأولى، بل حتى ما قبل الإسلام بأسلوب عصري جذاب.

طريقة الإمامة عند الإباضية ونوعيتها وأنظمتها الصارمة في الانتخاب والديمقراطية والحرية العامة. النظرية والتطبيق على مدى العصور المختلفة. ثم تناول بعد ذلك أدوار التاريخ العماني. ودوله دولة بعد دولة منذ أن انفصلت عمان بذاتها عن الدولة الإسلامية الكبرى في دمشق الأموية أو في بغداد العباسية بعد ذلك، واستقلت بكيانها الخاص ابتداء من الجلندي بن مسعود ثم أئمة اليحمد، ثم اليعاربة، ثم آل بو سعيد، يقص خبر التاريخ وأحداثه ولكنه لا يكتفي بالسرد فهو يستخرج الخلاصة وينبِّه للعبرة ويستجلي مرامي الحقيقة، يتأمل ما صنعته عمان من تجربة لأنماط الحكم فيها ويستقرئ الأحداث التي مرت بها، والصراعات الكبيرة التي خاضتها بين بنيها أنفسهم في بعض الحالات التي تضعف فيها الدولة المركزية أو تسقط، وبينها وبين غزاتها الذين جاؤوها من خارجها، طامعين فيها أو قاصدين تدمير دولتها، وتحطيم نموذجها الذي اخترعته وطبقته وارتضته لنفسها وسارت بموجبه، تتكيف معه تسقط منه وتضيف إليه وفق الظروف والأحوال التي تمر بها. وتوقف الباحث ملياً عند الصراع الضخم الكبير الذي خاضته عُمان مع القوى الاستعمارية الأوروبية الحديثة ابتداء من البرتغاليين، الذين وإن لم يتيسر لهم الامتداد إلى الداخل حيث الجبال والمعوقات وصلابة الإنسان الذي أعانته الطبيعة، إلا أنهم استطاعوا الهيمنة على الشواطىء بعد المقاومة البطولية والصعبة التي واجههم بها السكان، والتي سجلوا هم بأنفسهم أخبارها في كتاباتهم.

صراع استمر أكثر من قرن كانت عمان الظافرة فيه في النهاية.

وبعد البرتغال، جاء التنافس بين البريطانيين والفرنسيين للإمساك بهذا البلد الصغير في رقعته وسكانه وإمكانياته والكبير في صبره وصموده وصلابة أبنائه...

حقائق نقّب عنها باحثنا واستقصاها من محفوظات القوم وأرشيفاتهم وأوراقهم المخفية وتقاريرهم ومحاضرهم ومخاطباتهم السرية، وقدمها لنا ملخصة مرتبة سهلة التناول. كل نبأ منها منسوب إلى مصدره المحدد المعلوم.

كتاب «عمان.. الديمقراطية الإسلامية» من الكتب القليلة التي تستحق أن توصف بأنها عظيمة ويجدر بكل عُماني بل بكل عربي أن يقرأه وأن يقتنيه تحفة قلما يجود الزمن بمثلها.

للدكتور غباش نقول شكراً على هذا الجهد الجليل الرائع، ولك منا تحيات الإعزاز والإكبار.

الصفحات