كتاب " أسطورة ساش " ، تأليف صالح بن إبراهيم السكاكر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب أسطورة ساش
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أسطورة ساش
(5)
الهواء جميل جداً، يرسل نفحات من النسمات، الليل رائع وقلوب العشاق تتطاير! الأشجار تتمايل يميناً وشمالاً بكل برودة، وكأنها تعزف لحناً موسيقياً، الغيوم قد تلاشت هذا اليوم، الشوارع جفت من الأمطار المستمرة منذ أيام، الازدحام كالعادة ازداد بعد توقف الأمطار، الرياض غريبة هذه الأيام فالأمطار ليست بالعادة لها! وكثرة الأمطار تجعل الرياض واحة وسط الصحراء، الشتاء هذه السنة كان متذبذباً، يتأرجح بين البرودة الشديدة والجو المعتدل، تكتسي عروس الصحراء حلة جديدة ورونقاً ساحراً، كل شيء جميل، يبعث في أهالي الرياض المتعة والنشاط وحب الحياة، كل شيء ممتع ورائع والأروع من كل ذلك أننا كنا ثلاثة أصدقاء مجتمعين في غرفة شاهين. كان اجتماعاً نافعاً ومثمراً فقد تناقشنا في هذا اليوم الربيعي عن الحب وعن العشاق، عن الحب الخالد الذي تتلاشى في رحابه كل المصالح المادية والجسدية، كنا نتكلم عن ذلك الشعور الغريب الذي يُخلق فجأة وبلا مقدمات بين اثنين رجل وامرأة، كنا نتحدث في ذلك الزمان، وآهٍ من ذلك الزمان الذي مضى، كم أتمنى أن يتوقف الزمان لحظة عند ذلك الزمان، في غرفة شاهين، كم أتمنى وأنا أكتب صفحات الماضي الآن لو أن الزمان ظل ثابتاً عندما كنا معاً، في ذلك المكان تكلمنا وتكلمنا وتناقشنا وسمعنا قصائد عن الحب وفي الحب، وبحكم وجودنا في معقل جبران، في غرفة شاهين، كانت أول أبيات سمعناها بصوت شاهين لجبران...
والحب في الناس أشكال وأكثرها
كالعشب في الحقل لا زهرٌ ولا ثمرُ
وأكثر الحب مثل الراح أيسرهُ
يُرضي وأكثره للمدمـن الخطرُ
والحب إن قادت الأجسام مـوكبه
إلى فراشٍ من الأغراض ينتحرُ
كأنه ملكٌ في الأسر معتقلٌ
يأبى الحياة وأعوانٌ له غدروا
***