كتاب " الكاتبة الصغيرة " ، تأليف عماد أنيس بيطار ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
الابتسامة قطعة من القلب فلا تتركها أبداً.
أنت هنا
قراءة كتاب الكاتبة الصغيرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الكاتبة الصغيرة
عماد: بيض طاووس نادر الوجود. وقد اشتريته اليوم صباحاً من أجل تفقيسه.
وِهَاب: ولماذا كاتب مثلك يريد طاووساً؟
(هنا تتنطّح امرأة عجوز من الجموع الواقفة حولهما)
العجوز: نعم... نريد أن نعلم، لماذا تريد طاووساً؟
عماد: إنها هوايتي يا سيدتي... أهوى الطيور... ألديك مانع؟
وِهَاب: لم أكن أعلم هذا... وإلّا لكنت أكثر حذراً.
عماد: الآن علمتِ بالأمر... فماذا ستفعلين؟
وِهَاب: سأعوض عليك... (يصفق لها الجميع).
عماد: تعوضين عليّ! وكيف ذلك؟
وِهَاب: سأرسل لك المبلغ إلى عنوانك.
العجوز: هيا تزحزح... وقل لها عنوانكَ.
وِهَاب: أعلمُ يا سيدتي عنوانه.. فهو كاتب مشهور... وهو المفضّل لديَّ وأودُ أن أصبح كاتبة مثله.
عماد: أنتِ كاتبة؟ (ساخراً)
وِهَاب: طبعاً... وأرجو منك المساعدة على تحقيق حلمي.
العجوز: أجل ساعدها.. أليس بقلبك رحمة.
عماد: حاضر يا سيدتي... ولكن ماذا بشأن البيض؟
وِهَاب: سأرسل لك المبلغ. ولكن بالتقسيط.. خمسة دولارات شهرياً.
عماد: بالتقسيط! (ساخراً) ... وخمسة دولارات شهرياً (غاضباً)
وِهَاب: نعم. ألستَ سعيداً بذلك؟
عماد: يعني... إنه يلزمك ربع قرن لتسددي ما عليكِ.
وِهَاب: أموافق يا سيد عماد؟
(قسم من الجموع يردد، وافق يا سيد عماد. بقيادة العجوز)
(قسم آخر يقول: لا لن نوافق)
ـ يتلاسن الفريقان ويتعاركان بالأيدي: فيهرب عماد ووهاب بعيداً ويدخلان مطعماً ـ
عماد: هل أنتِ بخير؟
وِهَاب: نعم... وأنتَ؟
عماد: الحمد لله.. أتعلمين أنها أغرب حادثة عشتها إلى الآن.
وِهَاب: سيد عماد... أعتقد أننا متفقان... أليس كذلك؟
عماد: وعلى ماذا اتفقنا؟
وِهَاب: على أن أقسِّط لك المبلغ... أنا لا أمزح.
عماد: إنك تملكين روحاً مرحة... وفّري مالكِ يا آنسة، فأنا قد تناسيت الموضوع برمّته.
وِهَاب: لا... لا... فكرامتي لا تسمح إلا بتسديد الدين.. سأدفع، يعني سأدفع.
عماد: (مازحاً) شهرياً وخمسة دولارات.
وِهَاب: ما زلت تلميذةً...
عماد: تعرفين عنواني، افعلي ما يحلو لك... وبإمكانك التوقف عن الدفع متى شئتِ... فهل ارتاحت كرامتكِ الآن.
وِهَاب: سيد عماد... (تقولها غنجاً)
عماد: نعم.
وِهَاب: هناك طلب أريده منك... وأرجو ألّا تصدّني بشأنه.
عماد: هيا تكلمي وأرجو أن يكون خيراً.
وِهَاب: أنتَ في الغد... تُقيم أمسية شهرية، فهل تدعوني إليها؟
عماد: حسناً يا آنستي... أنتِ مدعوة.
وِهَاب: شكراً لكَ... شكراً من كل قلبي... لن تصدّق رفيقاتي هذا... إلى اللقاء يا عماد... بابايو (تركض فرحة) .
عماد: بابايو (يبتسم) !