كتاب " مملكتي من هذا العالم " ، تأليف جودت نور الدين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب مملكتي من هذا العالم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مملكتي من هذا العالم
لأن أداة التعبير في الشعر هي اللغة، ولأن اللغة مَشاع، يتصور أيٌّ كان أن في إمكانه قول الشعر، جاهلاً (أو متجاهلاً) أن الشعر مُهرٌ حَرون لا حمارٌ مَقود، وأن للشعر العربي الحقيقي خاصية هي الوزن الفائض من المعنى فيض الجلد من الجسم، وليس مجرد الثوب أو الكيس الذي تملأه بما تشاء حتى ولو كان ذهباً...
إن موسيقى الوزن الخارجية عنصر بنيوي في الشعر يتفاعل مع عناصره الأخرى فيغني معناه ويزيد من تأثيره، على غرار ما تحدثه الفنون المختلفة من غناء ورقص وموسيقى ورسم وإضاءة (وربما تعطير وتبخير)، عندما تتآزر في ما بينها في مشهدية ساحرة تأخذك إلى حيث تدري ولا تدري...
وباختصار، نحن مع السنونو والنسور، ولسنا مع البط والدجاج...
فيا أيها الآخر
يا أخي حقاً، كما عرفت... ويا شريكي فعلاً، كما رأيت...
إن الحياة هي قصيدتنا الكبرى... ولا أريد أن أصدق أن الموت هو قصيدتنا الأخيرة...
فما عليك من بعد، إذا نشدت الاسترواح والخلاص، إلا أن تقبل على عالمنا العبقري هذا، بعين الرائي وقلب المحب... وبِلِبسة المتفضل أيضاً:
إنما الشعر ضيّق الباب فاخلع
عنك أصداف مُضمَرات الجُمانِ
وتبتل في بيته وتناول
سرّ خمر وعاه قلب الدنانِ
فإن له مدخلاً... وينبغي أن يكون له...
وإن له مخرجاً... والأفضل ألا يكون له!...
أنـا
كَبِرتُ، صَغِرتُ... شتاءٌ وصيفْ
على شُرفةٍ؟... ذاكَ واللّهِ حَيفْ
على أنني رُغمَ أسرارها
سأكملُ دربي على حَدِّ سيفْ
وأغرفُ منها بِكلْتَا اليدينِ
فلستُ على ظهرها غيرَ ضيفْ
يكرّر لعبةَ فأرٍ وقطٍّ
مع الموت... يُلْبِسُها ألفَ كيفْ
فمالٌ وجاهٌ وحربٌ وحُبٌّ
ودينٌ وفنٌّ وصدقٌ وزَيفْ
وأشياءُ أخرى... تصير إلى
ظلامٍ تَبَرّأَ من كل خوفْ
له شاهدٌ مرمريٌّ يقولُ:
«أنا الوهمُ... فافرحْ بأنك طيفْ»!
10/1/1997