كتاب " يوميات آدم وحواء " ، تأليف نزار دندش / نرمين الخنسا ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب يوميات آدم وحواء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

يوميات آدم وحواء
- لماذا تتركنا الشمس كل يوم، يا آدم؟ والى أين تذهب؟!.
- لا أدري، يا حبيبتي. لعلها تهتم بحواء أخرى وآدم آخر، في مكان آخر! إنه سؤالك الأول، يا حواء! فلماذا لم أكن أسمع منك أسئلة في الماضي؟.
- في الجنّة كان كل شيء واضحاً لي، أما هنا فانتظر مني سيلاً من الأسئلة.
- لقد فرحت بسؤالك لأنه دفعني إلى التفكير.
- هل لاحظت أن الأشجار هنا، لا تشبه أشجار الجنة؟.
- هناك الجنة، وهنا الأرض.
- هل كل شيء سيكون مختلفاً؟.
- ما رأيك بأن أكون أنا السائل وأنت المجيب؟.
- ما كنت أظنّك تستسلم أمام حواء بهذه السرعة!.
- ليست المرة الأولى التي أستسلم فيها لجنسك، وآمل أن لا أنال بسبب هذا الاستسلام عقوبة جديدة.
في الصباح الباكر، وقبل أن تستيقظ وحوش الغابة وحيواناتها الأخرى، نزل آدم بمفرده عن الشجرة، فجال في أرجاء الغابة القريبة، وجمع بعضاً من الثمار التي أعجبه طعمها، ثم أتى بها إلى حواء التي كانت تنتظره بقلق،خوفاً من أن يؤذيه وحش كاسر.
- لا تذهب بمفردك مرة أخرى، يا آدم. لقد أرعبني غيابك، فلنذهب معاً إذا شئت. وإلّا فلا تفعل ذلك وحدك!
- يبدو أن الوحوش تنام في الصباح الباكر، يا حبيبتي، فلم أر أثناء جولتي إلا الطيور، التي سمعتها تشدو ترحيباً بقدومي. يظهر أني سوف أتصادق مع الطيور في هذه الغابة. وقد وُفّقت لك ببعض الثمار اللذيذة، التي بعضها يشبه في طعمه، تلك الثمار التي أحببناها في الجنة.
ولما أكلت حواء ما قدّم لها زوجها، استيقظت فيها متعة الذوق، ففرحت وطلبت منه أن يصطحبها، إلى تلك النبتة التي لا تعرف اسمها.
- أنظر، يا آدم ما اسرع تلك الحيوانات، التي تعدو على كتف الوادي. هناك حيوان واحد يهجم على الجميع، والحيوانات الأخرى تهرب منه، أنظر! أنظر!.
- إني أرى كل شيء، يا حبيبتي، إنها تخافه إذ يبدو أنه الأقوى على هذه الأرض. أنظري! لقد قتل اثنين من الحيوانات الهاربة، وبدأ يأكل من لحمهما. يبدو أن الحيوانات على هذه الأرض يأكل بعضها بعضاً.
- أخاف أن تأكلنا بدورنا يا آدم!.
- أعتقد أن الله يؤمّن لنا الحماية، وإلّا لما رمانا في هذا المكان!.
- أظن أننا قد تناولنا وجبة من وجبات القصاص، أما القلق فهو عقوبة قاسية ودائمة.
- لا داعي للخوف، يا حبيبتي، فنحن في مكان آمن، ولو كانت هذه الوحوش قادرة على تسلّق هذه الأشجار العالية، لما وجدت عليها قرداً واحداً.
- معك حق يا آدم. تعال إذن نتعلّم من هذه القرود، أسلوب الحياة والبقاء. تعال نراقب تصرفاتها عن قرب يبدو أنها تعرف كل شيء عن هذا المكان، وأنها ليست عدوانية تجاهنا.
- راقبي الجميع لكن عليك بالحذر! لا تأمني أحداً!
- رأيت القردة تأكل الجوز بكثرة، فكانت تكسر الجوزة بواسطة أسنانها. أما أنا فجربت ذلك ولم أقدر عليه، أسنانها أقوى من أسناني. جرّب أسنانك أنت يا آدم! وناولته جوزة كانت تمسكها بيدها وتشدّ عليها أصابعها، خوفاً من أن ينتزعها منها أحد.