كتاب " يوميات آدم وحواء " ، تأليف نزار دندش / نرمين الخنسا ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب يوميات آدم وحواء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

يوميات آدم وحواء
- وما حاجتي إلى النوم في وجودك، يا عمري؟ إنه يمنعني عن محادثتك والتنعم بجمالك الساحر.
- لكنك تغفو قبلي كل مساء وعندما تبدأ بالشخير، أخاف أن تقلق كل الوحوش، فتخرج غاضبة من بيوتها.
- هو التعب، يا حبيبتي. أحسّ بأن من واجبي ألّا أضيّع لحظة من عمري، بدون حركة مفيدة، وهل من سبب لمجيئنا إلى هذه الأرض غير العمل؟ أحس أن راحتك أمانة في عنقي، بل أحس بأنني مسؤول عن راحتك، ومكلّف بالعمل على إسعادك.
- هذا شعوري، أنا أيضاً، يا آدمي المحب اللطيف. أحسّ أننا نحن الاثنين، موضوعان أمام تحدّ كبير، وما علينا إلا أن نقبل التحدي. صحيح أنك تتعب نفسك وتنشط أكثر مني، لكنني لن أستغل شعورك بالمحبة والمسؤولية.
- ألاحظ أن كل الحيوانات تختفي،بما فيها الوحوش القوية عندما يبدأ الرعد زمجرته المخيفة.
- أنت تخاف الوحوش كثيراً يا آدم، وكأنها تشكّل لك هاجساً وتثير قلقك!
- طبعاً هي تسبب لي ذلك! أنا لا أخفي هذا. وبقدر ما تربطني بنباتات هذه الأرض صداقة ومودّة، أحسّ بعداوة تجاه وحوشها. وهذه العداوة مصدرها الطرف الآخر، فأنا لا أودّ الاعتداء عليها لكن علاقتها بعضها ببعض لا تبشر بالطمأنينة والارتياح.
- هذا القلق، يا حبيبي، لن يزول إلا إذا أقنعت نفسك بمحبتها، فلتكن صداقتك من طرف واحد، وليكن حبّك لها من طرف واحد، وعندئذ سترتاح.
- لكنها خطرة، يا حبيبتي!
- يبدو أن هذا العالم مليء بالأخطار، مليء بالكائنات الطيبة وبالكائنات اللئيمة. ونحن ما زلنا أضعف مخلوقين هنا، ليس لنا من معين إلا رحمة الله. عندما أراقب الحيوانات الكبيرة أجدها قطعاناً كبيرة، فلماذا لم يخلقنا الله بأعداد كبيرة.
- لا تعترضي على مشيئة الله، يا حواء.
- أنا لا ولن أفعل ذلك، لكن أخاف فقط أن ينقرض ضيوف الرحمن على هذه الأرض.
- لا أظن أن الله يسمح بذلك، اتكلي على حكمته ورعايته، واطردي الخوف من فكرك.
- أنا مقتنعة بضرورة أن نبقى على قيد الحياة. لكن كيف نقنع الوحوش بذلك؟
- فلنصبر يا حبيبتي، فقد يكون بعد الصبر خير.
كان صوت الرعد يقاطعهما أحياناً، ويمنع كلاً منهما من سماع الآخر. لكنه فجأة بدأ بالتراجع، ثم توقف مع توقف هطل المطر. وفجأة أحسّ كل منهما، بأن صوت الآخر قد أصبح أقوى وأعلى نبرة، ولهجته أكثر ثقة من ذي قبل.
لكن فرحتهما لم تكتمل، فما كادا يتماديان في حديث مصحوب بنشوة الانفراج، حتى بدأت جحافل الوحوش المختبئة تمر تباعاً، من أمام مخبئهما المستحدث، ومع مرورها راح يسري في عروقهما خوف لم يعهداه من قبل.
- ما هذا؟ قالت حواء مرتعبة.
- إخفضي صوتك، ردّ آدم بسرعة، وهو يدفع بها إلى الخلف.
- ولكن...
- قلت لك، اخفضي صوتك ولا تأتي بأية حركة تثير انتباه هذه الوحوش الكاسرة، وإلا فستدخل علينا وتفترسنا! أجاب آدم وهو يبلع ريقه، ويسترق النظر إلى الخارج.
الصفحات
- « first
- ‹ previous
- 1
- 2
- 3
- 4