أنت هنا

قراءة كتاب خانات بلاد الشام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خانات بلاد الشام

خانات بلاد الشام

كتاب " خانات بلاد الشام " ، تأليف د. لطفي فؤاد لطفي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

الفن العمراني لبلاد الشام

لم تكن أرض الشام صفحة بيضاء، بل هو تراث طويل ملأه سكان الشام المحليون والطارئون عليه قبل الميلاد بآلاف السنين؛ فالثقافة لا تموت فجأة ولا تظهر فجأة. والفن العمراني هو في الجماهير التي صنعت لنفسها ولغيرها مئات الأشياء التي تدلّ في تعبيرها عن روح الشعب ووجدانه، وفي أدائها المهمة الجمالية التي صنعت من أجلها تلك الأشياء، وهو في ناقشي الحجارة ومعمارييها وفي صانعي الفخاريات والأشياء الصغيرة، وفي نسَّاجي الأقمشة وفي معظم الناس الذين كانوا يتابعون حياتهم وألفوا رسماً وغناء وعمارة وصناعة فنية، حتى أصبحت هذه الفنون جزءاً من الشعب، ومن دمه وروحه، وصارت بعضاً من أدوات الناس للتعبير.

خانات بلاد الشام

يَهْدِفُ هذا البحث إلى دراسة فئة من المباني عُرِفَتْ باسم الخانات، وظيفتها تأمين المأوى الموقت للناس وللبضائع وكذلك للدواب، سواء على الطرق التجارية أو ضمن المدن. وخانات المدن هذه نوعان، نوع بُنيَ في ضواحي المدينة وآخر ضمن المدينة. تَمَيّز هذا النوع من المباني بخاصتين:

أ ـ الانتشار الواسع لهذه المباني.

ب ـ نموّها بتوسع التجارة وازدهارها.

بناء الخانات تحقق بُعيدَ استقرار الإنسان ونموّ مجتمعه الاقتصادي وحاجته لتبادل منتجاته مع المنتجات الأخرى الموجودة في مناطق مجاورة أو بعيدة، وعلى قدرته على التنقل بوسائل تحتاج مثله إلى راحة بعد يوم كامل من السفر. لكن المؤرخين لا يغوصون في أبحاثهم إلى هذا المدى، فمنهم من يُعيد بناء الخانات إلى قورش الأخميني 560 - 529 ق.م((1)) ومنهم من يُعيد بناءها إلى الرومان. وقد انتشر تعبير خان عن هذه المنشآت في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي((2)).

يقول البلاذري المتوفي سنة 279هـ في وصف أحد الثغور الشامية القريبة من أنطاكية (وكانت منازلها كالخانات)((3))، وشاعت كلمة خان منذ القرن السادس الهجري (ونزلنا بربطها في أحد خاناته((4))، غير أن ابن جبير أطلق على هذه المنشآت اسم القيسارية (ولاسيما قيسارياتها وهن مرتفعة كأنها الفنادق مثقفة كلها بأبواب من حديد كأنها القصور((5))، وذكر القلانسي مواقع قرب دمشق سماها (منازل العسكر)((6)). ويلاحظ في القواميس والحوليات أن الخان كان يُطْلَق عليه في سورية اسم فندق((7))، وأن كلمة خان ظلّت مخصصة لخانات الطرق في سورية ومصر حتى العصر الأيوبي((8)). على أن هذه التسمية لهذه المنشآت كان لها وظيفة رئيسة واحدة هي استقبال المسافرين وتأمين راحتهم وبضاعتهم، إلا أن هناك دوراً آخر لهذه المنشآت، وهي استعمالها كثكنة عسكرية، كان يطلق عليها اسم (رَباط) للدلالة على أماكن انطلاق الحملات، ثم على الحملة نفسها؛ وبعد استقرار الفتوحات دلّ على الحصون والقلاع والمحارس المقامة على الحدود الإسلامية.((9))

بُني البحث على مرحلتين أساسيتين هما:

1 ـ تجميع المعلومات بواسطة المصادر والمراجع العلمية والتي تضمنت التعريف بالخانات وإعطاء لمحة تاريخية عن مراحل تطوّرها تاريخياً.

2 ـ دراسة ميدانية شملت زيـارة الخانات ودراستها معمارياً في مـدن دمشق، وحـلب، وحمص، وحمـاه واللاذقيـة، والجـولان وحوران، وخانات الطرق فيها، وتحديد موقعها، وتحليل الخصائص والمواصفات المعمارية لها، وكذلك طُرق الإنشاء ومعرفة مواد البناء وأشكال البوابات والفراغات المعمارية؛ فالخانات لعبت دوراً هاماً في تشكيل الفراغ العمراني للمدينة، كونها أبنية عامة لها وظائف مختلفة فلا بد أن تُشَكِّل نقاط علام فيها.

3 ـ رصـد المعلـومـات التي وردت في كتـب الرحـلات عن الخانات. (المخططات رقم 1، 2، 3).

الصفحات