كتاب " سنوات على غيابك " ، تأليف هند بن جمعة ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب سنوات على غيابك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
سنوات على غيابك
قامت جود بإغلاق الباب لتكمل بذلك المشوار الفني لمريم في رمي التلميحات مستندة بعينيها للتغميز: «طبعاً طبعاً تخاف من الحسد مش كدا؟!»
مسحت الكحل الذي كان متسرباً على خدي وحدثتهم بصوت غاضب: «لو سمحتوا ادخلو في الموضوع ولا تتكلمون بالألغاز، وبعدين ما حصلتو وقت اتقولولي فيه كلامكم السخيف الا ألحين وأنا نايمة؟! شو نسيتوا جدولي كيف اليوم؟!»
أجابتني جود وكأنها لا تبالي: «ايش رايك يا مريم؟! أحكي لها الي صار اليوم؟! أو انتي الي حتحكي؟!»
ردت عليها مريم باستهزاء وكأنها ترغب في إغصابي «عادي يا قلبي ماكو فرق بتحجى! بس أهم شي حمودي ما يزعل!»
كانت تلك أول مرة أشعر فيها بالغيرة عليك يا حمد! فدون شعور مني سألتها مستغربة، كيف لها بأن تناديك بحمودي؟! لا أنكر يا حمد بأنني وفي تلك اللحظات انتابتني رغبة جامحة في قتلها! لكنها غمزت لي بعينيها، ثم نظرت إلى جود لتقول: «طاعو هاذي والله واطلعت اتحبه واتغار عليه بعد!»
ساعدتها جود وكأنها تحاول إغضابي واستفزازي أكثر!: «تصدقي بالله يا هدى؟ في حاجه حصلت اليوم! احنا وحمد اليوم فطرنا مع بعض؟!»
جلست على السرير وسحبت أحد الكتب من الطاولة أقلب الصفحات رغبة مني في اشعارهم بأنني لا أبالي لأمرك، وبأنك لا تعني لي شيئاً على الاطلاق! «أوكيه وشو يعني؟ من سنه وانتوا تفطرون وتتغدون وتتعشون معاه، حتى اتعرفونه أكثر عني وعن أي حد»
لم يقتنع عقل مريم بما قلت لها للتو! لذا عادت مجدداً إلى أساليبها الاستفزازية لتخبرني بأنها سعيدة للغاية من أجلك! لأنك طلبت من والدتك بأن تبحث لك عن بنت الحلال لحين عودتك إلى أراضي الوطن!: «ايه وما تتصورين اشلون فرحناله وايد اليوم! وحتى قال لنا انه اليوم كلم أمه عشان اتشوفله بنت الحلال!»
حزنت كثيراً يا حمد لهذا الخبر الذي وقع على رأسي كالطابوق! شعرت بأنني خسرتك وللأبد! لذلك لم يكن أمامي سوى أن أدعو لك بالتوفيق في حياتك القادمة مع من ستختارها والدتك!: «حلو الله ايهنيه، يستاهل حمد!»
يبدو أن جود أشفقت على حالتي لذا قامت على الفور بايقاف مريم عن تكملة حديثها الذي يتعلق بزواجك: «مريومه كفايه كدا حرام عليكي! شوفي كيف صار شكلها؟! حرام وجها صار زي الليمونه!»
اقتربت مني مريم لتضع يدها على رأسي بحجة أنها كانت ترغب في معرفة مستوى السخونة في جسمي: «هههههههههههههههههههههههه وانتي الصاجه حرارتها ارتفعت! ولونها موووو نفس الليمونه، لونها نفس لون الكركم!»
ردت عليها جود بامتعاض لتضع نهاية لمهزلتها التي كانت مصرة في إثارتها أكثر وأكثر: «بس يا شيخه كفايه، هدى؟! حمد حكالنا ابصراحه اليوم عنك، وقد ايش هو معجب فيكي!»
لم أصدق ما سمعت: «أنا؟! لا دخيلكم! انتو أكيد تتكلمون عن وحده ثانيه! وحده على ذوق أمه! بنت الحسب والنسب مب أنا!»
عادت جود لتؤكد: «لا يا روحي انتي! وبالعلامة حكالنا عن جلستكم الغرامية في الكافيه الي عدى عليها أيام، وانك ما أعطيتيه أي مجال يقول حاجه لأنك عايزه تكملي دراستك».
بدأت أشعر بالصداع لذا رغبت في إنهاء الموضوع: «صح وبليز قفلو على هذا الموضوع».
قالت مريم معترضة: «لأ يا هدى انتي اسمعينا لللآخر، ترا حمد وافق انج اتكملين دراستج بأمريكا بس بشرط توعيدينه انج ما اتكونين لغيره!»
تساءلت على الفور: «يا سلام! وحمد ليش حطج انتي وياها الوسيط؟! ليش ما يه وكلمني؟!»
قالت جود وكأنها تحاول الدفاع عنك: «يا شيخه وانتي أديتيه مجال يقول حاجه؟!»
أخذت مريم مكانها على السرير وقالت: «أقول بس سكتو خلونا بالهداوه انفكر اشلون نفتك من حمد ومن هدى! صج امثقلين علينا، كلش مو قادرة أتحملهم!»
قلت لها باستغراب: «ليش آنسة مريم، طايحين في جبدج؟!»
تدخلت جود لعلمها بانفعالات مريم السريعة: «مريومه كفاية كده! يا شيخه نفسي لو مرة وحده أشوفك عاقله!»
« نعم؟ نعم؟ شنو شايفتني خبله جدامج؟! ولا ناقصة عقل؟! ولا قبل اشوي منحاشة من مستشفى الميانين؟! جود؟! لا اتطلعيني من طوري واتخليني أتهور!»
«لا يا شيخه، كمان بتهديديني؟! يلا أشوف وريني ايش الي حيطلع منك؟!»
وقفت في الوسط بينهما محاولة تهدئتهما: «يا جماعه استهدوا بالله، وبعدين مهما ايكون احنا خوات، ومالنا غير بعض!»
«أقول آنسه هدى فكينا ألحين من مثالياتج، وبعدين تعالي؟! شنو تقصدين ابكلامج؟! أنا الغلطانه؟! تعالي طقيني أحسن! «
خرجت مريم مسرعة من الغرفةِ دون أن تعطيني مجالاً للدفاع عن نفسي، ومثلت أمامنا دور الفتاة الغاضبة، قمنا أنا وجود باللحاق بها، وبالصدفةِ ظهرت أمامنا يا حمد! وظننت أنها صدفة ولكنها لم تكن كذلك! حاولت عدم النظر إليك وعلى اعتبار بأنك غير موجود!
نظرت إلينا بدهشة لم أستغربها! فقد كنا نركض وراء مريم كالخرفان! علقت على منظرنا متسائلاً في نفس الوقت عن السبب: «خير انشالله شو فيكم؟ أشكالكم جنكم طالعين من العزا؟ مادري من المستشفى طبعاً من بعد ما مات الكم حد!»
علقت جود على كلامك: الله يهديك بس يا حمد عزا ايش؟ وميت ايش؟ مريم زعلانه منا وما عايزه تحكي معانا!
«أفا زعلتوها؟! ترا أنا ما أرضى على مريومه!»
« واحنا كمان ما نرضى، ولا كنت شفتنا خارجين وراها زي المجانين؟! «
اقتربت من مريم واضعاً يدك على كتفها، طالباً منها مسامحتنا! لم توافق على الفور لولا أنك قلت لها مادحاً: «أفا ليش عاد سامحيهم، انت الكبيرة!»
نظرت إلينا مريم والشرار الأحمر يتطاير من عينيها لتقول لنا في غضب ساندته مع تهديد ووعيد في حال تكرر ما حدث في المرة القادمة: «أوكي هالمره بس عشان خاطر حمد! بس مرة ثانيه بتنطقون طق الين ما اتموتون، وكل وحده فيكم بترجع عند أهلها جثة في تابوت!»
ضحكت عليها وكأنك لم تستغرب بأن تكون جادة فيما قالته: ههههههههههههه مجرمة مريووووم، خلاص بهالمناسبه أنا عازمنكم عالغدا، وفي أي مطعم تختارونه.
قالت لك مريم في خبث وكأنها تحاول استغلال مستواك الاجتماعي والمادي!: اممممممم شنو أغلى مطعم ابوسطن؟
قلت لها ممازحاً: لا تتبطرين عاد! مع الرأفه بليز!
الصفحات
- « first
- ‹ previous
- 1
- 2
- 3
- 4