أنت هنا

قراءة كتاب ما لم تشهد عليه النوارس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ما لم تشهد عليه النوارس

ما لم تشهد عليه النوارس

كتاب " ما لم تشعهد عليه النوارس " ، تأليف عبد اللطيف الحرز ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

ـ " كله قديمه.. ماكو شي جديد " .

اخذ يتصل بهاتف حجي طالب ثم يقفل الجهاز، ليسأل: - " ها حجي طالب شنو عندك صيد أجديد؟! " .

يتلخبط حجي طالب وهو يبحث عن الرقم الذي اتصل به، فلا يجد شيئاً. يضحك حجي مزهِّر ضحكة المنتصر في معركة كبيرة:

ـ بعدك غشيم حجي طالب، هذا أنا ولك.. شنو حسبالك بياعة الخضرة التي ابصف دكانك الي كله كركم وابهارات.

وهنا يبدو صوت حجي طالب اقرب إلى صوت طفل يتيم:

ـ " لا والله حجي مزهِّر.. هي تتحرش بيه هل العجيزه.. كلت لها: لا يصلح العطار ما افسده الدهر، جوابتني: ما فسد الدهر شي مثل العطاره.. آااه من العطاره جربها ومابيها خساره " .

يضحك حجي مزهِّر ويسقط عقاله عن رأسه:

ـ وديه ألي وأنا آخاذ ابثارك.

يصيح حجي طالب:

ـ " وبعد بيك حيل يالشياب.. انت مابقه منك شي بس اضراط وصلاة " .

ـ لا راح اراويها في موبايلي فلم سكسي ايخبل خليه تمشي وتخرخر.

تتصايح الضحكات واللعنات، والتي كانت تنقطع ما أن يقترب زائر من الديوان.

.....................

لا تتذكر كاظميه كيف وقع الأمر..

نهضت كاظميه متأخرة من الفراش على غير عادتها.. سمعت طرقاً على الباب يصحبه صراخ اطفال وزغاريد نسوة.. فتحت الباب فتسمرت في مكانها.. إنه محمود بلحمه ودمه.. تعلقت به.. صرخت.. بكت.. جاءت أمها التي ما إن شاهدت محمود حتى أغمي عليها، فانكب محمود عليها باكياً، اخذها بين يديه وجسمه بأكمله يرتعش مثل شجرة تقتلعها العاصفة.

فتحت الأم عينيها قبّلته.. تصفّ ح الوجوه.. رأى الكبر والصبر قد ختم على صفحات الوجوه.. كان صغار اخواته واخوته يتطلعون نحو حقائبه الكثيرة.

.. تلفّت محمود.

ـ وين أبوي؟!

فجأة انقطع الصوت وكأنه تيار كهربائي قد توقف.. أعاد محمود السؤال:

ـ وين أبوي؟!

بصمت، وبحركة مرتعشة.. أشاروا بأنّ أباه يمكث في غرفة الضيافة.. هرع محمود اليها،فتح الباب فاذا بحجي مزهِّر مستلقٍ على وسادته الكبيرة وإلى جانبه ابريق الشاي وفي يده الموبايل يدوس بأزراره بسرعة وهو يضحك.

صاح محمود:

ـ بويه أنا محمود ارجعت..

رفع حجي زهر عينيه.. نهض متعثراً بعباءته.. احتضن محمود ثم أجلسه بقربه:

ـ وين الجنط والحقائب.. ها جبت وياك نوعية جديدة من الموبايل؟!

الصفحات