أنت هنا

قراءة كتاب حوار الليل ونجمة الصبح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوار الليل ونجمة الصبح

حوار الليل ونجمة الصبح

الديوتن الشعري "حوار الليل ونجمة الصبح"، لماذا كان الهواءُ المجانيُّ رديئاً جداً؟! فيا أيتها النسورُ الجائعةُ قومي عن أعشاشك الصخرية المتفوّقة واضربي هذا الهواء المتدني الفاتر بأجنحتك القوية، وابحثي في الأرض عن جثامين جاهزة للالتهام..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

كلمات على المرآة

لم أكتب الحبَّ يوماً، ولم يُقرأ على مرآتيَ الحبُّ..
ولكنها، هي نفسها المرآة تتمثل في كل فراغ أصطدم به عائداً من مشوار لم يصل بي إلى أيّ مكان. كأنما كلّ الأماكن يستحيل الوصول إليها. أنا السائر وحدي والشفق اليوميّ دليلي على أن الزمانَ والمكانَ هما الزمانُ والمكانُ. لم يتغيّر شيءٌ منذ (خروجٍ من المرآة) مروراً بـ(نصفِ كتابةٍ) وحتى (الكون والعدم)..
لم يتغيّر شيءٌ سوى القلم.. فالأوراقُ كما هي، بيضاء مصفرةٌ قليلاً، أو سمراء مبيضّةٌ قليلاً، ولكنها دائماً تستسلم لسوادٍ يجعلها أداةً لكحل يبحث عن عيون..
لماذا لم أكتب الحبَّ يوماً، ولماذا لم يُقرأ على مرآتي الحبُّ..؟
مرّةً، في منتصف الطريق بين البدء والمنتهى، قال لي صاحبي الذي كان يمشي معي:
قف مكانك
كي تقفَ الأرضُ مكانها
قف مكانك
كي تبدأ النجومُ دورانها
قالها وهو يهبط إلى أعمق البئر التي اعترضت طريقنا، فهتفتُ أناشده بالله: (جد لي حُبّاً من داخل هذا الجوف المظلم). ولكنّ صاحبي لم يخرج ثانيةً إليَّ..
ومنذ تلك اللحظة تعلمتُ ألا أناشد بالله أحداً غير الله.
قلتُ ذاتَ قصيدةٍ:
(هي الحياةُ الآنَ أمُّكَ
والزمانُ أبوكَ، فاصرخْ
قل: وجدتُ الآنَ أهلي..)
ولكنّ الصراخ يذكرني بطفولة الأشياء، ولا شيء أمامي يستحقُّ ذكرى الطفولة، فالتزمتُ الصمتَ من دون أن أدري كم هو سارقٌ للعمر..
كم مرّةً أحببتَ في عمركَ؟ قالت لي المرآةُ
فقلتُ: تسعَ مرّات.
لم تسألني المرآةُ عن التفاصيل، كعادتها لا تهتمّ بالتهم التي تنسكبُ على رأس المدان، فقط قالت لي: حدثني عن أولها وآخرها ببضع كلمات.
فطفقتُ أكتبُ على المرآة: (كنا صغاراً، نكسر الطرقات ذهاباً وذهاباً، إلى أن كبرنا انكساراً، انكسرنا كباراً.. لماذا كبرنا؟)..

الصفحات