أنت هنا

قراءة كتاب الخيانة - الغرب والدولة الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخيانة - الغرب والدولة الإسلامية

الخيانة - الغرب والدولة الإسلامية

شدنى إلى اختيار "الخيانة" عنوانا لكتابى هذا عنوان سفر آخر لكاتب أمريكى الجنسية اسمه "جورود س ".

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

فالعولمة بدأ الحديث عنها ومحاولة تنقيتها من شوائبها بالتحذير من تسلط دولة أو قطب أوحد على مصير العالم، والنصح بمراعاة الشرائع والتقاليد الخاصة بكل دولة.

ونعود للكلام عن اتفاقيتى عصبة الأمم وهيئة الأمم وأثرهما على أوضاع الدول العربية و الإسلامية، وهى المنطقة التى كانت تعرف باسم الشرق الأدنى فأصبحت تسمى الشرق الأوسط وهو الاسم الذى حرصت عليه بريطانيا بدعم من إسرائيل وعملتا على إقراره دولياً لخدمة مصالحهما الاستعمارية التوسعية والإعداد لضم إسرائيل التى تحدث عنها تصريح بلفور عام 1917 ،فنقول إنه بينما أنشئت عصبة الأمم بغرض القضاء على الحروب وإشاعة روح السلام بين الدول، فإنها أسفرت فى الواقع عن إشاعة روح البغضاء وولدت الرغبة فى الانتقام لدى الشعب الألمانى الذى كبلته نصوص الاتفاقية بقيود والتزامات فوق طاقته المالية والاقتصادية، مما أدى الى انهيار قيمة المارك الألمانى، ونزلت به الى الحضيض إضافة الى فقدانها لبعض أراضيها لصالح فرنسا والدول المتاخمة لها ؛لذلك فإنه لم يكد ينقضى على إبرام صلح فرساى واتفاقية عصبة الأمم ربع قرن من الزمان حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية عام1935ودامت لأكثر من أربع سنوات لاقى فيها كلا الجانبين المتحاربين أهوالاً جساماً حتى أن الولايات المتحدة استعملت خلالها القنبلة الذرية ضد اليابان مما حرض الكثير من الدول الأخرى أوروبية وآسيوية بعد الحرب إلى صناعة القنبلة الذرية كسلاح ردع ضد أى عدوان محتمل. وقد انتهت الحرب باستسلام كل من ألمانيا واليابان وأبرم صلح مقترن بميثاق جديد باسم ميثاق الأمم المتحدة فى 26 يونيو1945ودخل حيز التنفيذ فى 24 أكتوبر من نفس السنة وجاء فى ديباجته ما يأتى:

نحن شعوب الأمم المتحدة، وقد عقدنا العزم:على أن ننقذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب التى فى خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية أحزانا يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الانسانية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره، وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية ، وأن نبين الأحوال التى يمكن فى ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات "الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولى وأن ندفع بالرقى "الاجتماعى قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة فى جو من الحرية أفسح.

ولم تكن أغراض هيئة الأمم تختلف كثيرا عن سابقتها من حيث الدعوة الى الالتزام بالتوقف عن الحرب والاتجاه الى أساليب السلام فى فض المنازعات بين الدول.

ولما كان ميزان القوى بعد الحرب العالمية الثانية قد اتجه الى الولايات المتحدة التى قادت الحلفاء الى النصر بقواتها وأموالها فإن ميثاق هيئة الأمم أفاض فى سرد المزايا التى سوف تعود على الشعوب والدول التى تنضم اليها، وكالعادة وعدت الوثيقة باحترام حقوق كافة الدول كبيرها وصغيرها، ومنع العدوان وإذ كررت الحديث عن البنك الدولى ومحكمة العدل الدولية فإنها حددت مؤسسات هيئة الأمم فى "جمعية عامة" تضم كافة الدول التى تنضم لعضويتها و"مجلس أمن" من الدول الخمس الكبرى التى ساهمت فى النصر وهى الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا كأعضاء دائمين ومن ستة أعضاء تنتخبهم الجمعية العامة كأعضاء غير دائمين. كما منح الأعضاء الدائمون حق الفيتو(الاعتراض ) على قرارات مجلس الأمن، وهو ما أتاح للولايات المتحدة تعطيل تنفيذ كثير من قرارات مجلس الأمن المنصفة للفلسطينيين والعرب كما يعرف العالم أجمع.

ولم يكن مصير هيئة الأمم إزاء هيمنة الولايات المتحدة عليها، بأفضل من عصبة الأمم فى شأن تحقيق الأمن والسلام بين الدول، بل تفاقمت الخلافات والأزمات الدولية نتيجة ظهور القطب الأوحد وأخذت الولايات المتحدة تدفع بهيئة الأمم إلى التخلى عن أداء واجباتها حيال من لا يخضع لسياسة أمريكا وأدى ذلك الى اندلاع الحرب فى آسيا و فى فيتنام وفى جنوب إفريقيا وزامببا وفلسطبن وغيرها.

ولعل إساءة تنفيذ أحكام الوصاية والانتداب التى كانت مقررة لصالح الدول النامية لانتشالها من التخلف والأمية ومساعدتها على التقدم نحو الاستقلال هو من أهم أسباب فشل هيئة الأمم فى حل المنازعات الدولية وفقدان ثقة الشعوب فى نوايا الولايات المتحدة نحو محاربة الاستعمار ومنح الشعوب حقها فى تقرير مصيرها ناهيك عن الدعوة التى تتزعمها الولايات المتحدة من أجل تحقيق أغراضها حيال العولمة ومشروعها الخاص بالشرق الأوسط الجديد دون اكتراث برغبات الشعوب وحاجتها فى الاحتفاظ بكيانها وهويتها وعقائدها ومقدساتها الموروثة وهو ما حذر المفكرون من مغبته إبان صلح فرساى مطالبين بعدم انفراد دولة واحدة بالسيطرة على العالم وضرورة احترام طبيعة كل شعب وإرادته وتقاليده.

الخيانة إذن التى يهمنا نحن العرب المسلمين الكشف عنها هى الخيانة الاستعمارية الصليبية المستمرة والمتفاقمة فى صور شتى منها محاولة القضاء على الهوية الروحية الاسلامية من خلال الدعوة والتبشير بمبادئ العلمانية أو ضم الشعوب العربية فى بوتقة واحدة من خلال مشروع العولمة من أجل ترسيخ دولة إسرائيل العنصرية الغاصبة، فى جسد البلاد المعتدى عليها تنفيذا لخطة ماكرة أعدها المحافظون الجدد فى الولايات المتحدة وجلهم من عتاولة الصهيونية السياسية التى نجحت فى تسيير دفة الحكم الأمريكى من وراء الستار.

الصفحات