أنت هنا

قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السيرة النبوية لابن كثير الجزء الثاني

السيرة النبوية لابن كثير الجزء الثاني

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 5
فبعثني إليهم وقال: " عليك بالقول السديد، ولا تكن فظا ولا متكبرا
 
ولا حسودا ".
 
فأتيت قومي فقلت لهم: يا بنى رفاعة ثم يا بنى جهينة، إنى رسول من رسول الله إليكم، أدعوكم إلى الجنة، وأحذركم النار، وآمركم بحقن الدماء، وصلة الارحام، وعبادة الله، ورفض الاصنام، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، شهر من اثنى عشر شهرا.
 
فمن أجاب فله الجنة.
 
ومن عصى فله النار، يا معشر جهينة: إن الله، وله الحمد، جعلكم خيار من أنتم منه، وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من الرفث، لانهم كانوا يجمعون بين الاختين، ويخلف الرجل على امرأة أبيه، والترات في الشهر الحرام.
 
فأجيبوا هذا النبي المرسل صلى الله عليه وسلم من بنى لؤى بن غالب، تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة، سارعوا سارعوا في ذلك يكون لكم فضيلة عند الله.
 
فأجابوا إلا رجلا منهم قام فقال: يا عمرو بن مرة، أمر الله عليك عيشك !، أتأمرنا أن أن نرفض آلهتنا ونفرق جماعتنا بمخالفة دين آبائنا إلى ما يدعو هذا القرشى من أهل تهامة ؟ لا ولا مرحبا ولا كرامة، ثم أنشأ يقول: إن ا ؟ ن مرة قد أتى بمقالة * ليست مقالة من يريد صلاحا إنى لاحسب قوله وفعاله * يوما وإن طال الزمان رياحا أنسفه الاشياخ ممن قد مضى * من رام ذلك لا أصاب فلاحا فقال عمرو بن مرة: الكاذب منى ومنك أمر الله عيشه وأبكم لسانه، وأكمه بصره.
 
قال عمرو بن مرة: والله ما مات حتى سقط فوه، وكان لا يجد طعم الطعام، وعمى وخرس.
 
وخرج عمرو بن مرة ومن أسلم من قومه حتى أتو النبي صلى الله عليه وسلم، فرحب
 
بهم وحباهم، وكتب لهم كتابا هذه نسخته: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من
 
الله على لسان رسول الله بكتاب صادق، وحق ناطق، مع عمرو بن مرة الجهنى، لجهينة بن زيد: إن لكم بطون الارض وسهولها، وتلاع الاودية وظهورها، ترعون نباته وتشربون صافيه.
 
على أن تقروا بالخمس، وتصلوا الصلوات الخمس، وفى التبعة والصريمة شاتان إن اجتمعتا، وإن تفرقتا فشاة شاة.
 
ليس على أهل الميرة صدقة، ليس الوردة اللبقة ".
 
وشهد من حضرنا من المسلمين بكتاب قيس بن شماس رضى الله عنهم.
 
وذلك حين يقول عمرو بن مرة: ألم تر أن الله أظهر دينه * وبين برهان القران لعامر كتاب من الرحمن نور لجمعنا * وأخلافنا في كل باد وحاضر إلى خير من يمشى على الارض كلها * وأفضلها عند اعتكار الضرائر (1) أطعنا رسول الله لما تقطعت * بطون الاعادي بالظبى والخواطر فنحن قبيل قد بنى المجد حولنا * إذا اجتلبت في الحرب هام الاكابر بنو الجرب نقريها (2) يأيد طويلة * وبيض تلالا في أكف المغاور ترى حوله الانصار تحمى أميرهم (3) * بسمر العوالي والصفاح البواتر إذا الحرب دارت عند كل عظيمة * ودارت رحاها بالليوث الهواصر تبلج منه اللون وازداد وجهه * كمثل ضياء البدر بين الزواهر وقال أبو عثمان سعيد بن يحيى الاموى في مغازيه: حدثنا عبد الله، حدثنا بو عبد الله، حدثنا المجالد بن سعيد، والاجلح، عن الشعبى، حدثنى شيخ من جهينة
 
__________
 
(1) ط خ: الصرائر، وما أثبته عن الوفا (2) ط خ: نفريها، وما أثبته عن الوفا.
 
(3) الوفا: يحمون سربه.
 
(*)

الصفحات