أنت هنا

قراءة كتاب ما قالته الجراح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ما قالته الجراح

ما قالته الجراح

كتاب " ما قالته الجراح " ، تأليف سلطان الزيادنة ، والذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

ليس الشَّقيُ بطيّبٍ فـي عَيشِه

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

وإنِ امرؤٌ فَقَدَ الإباءَ فما له

في العزِّ بَعد هَوانه مِن جارِ

يا من أضاع سُموّه بَهوانه

وبما يَحطّ الرّوح من أوزارِ

مَن غرّه وَثَنُ الحَياةِ بزيفه

مَلأ اليدينِ بفائضِ الأصفارِ

أما الإياس مِنَ الحَياة فحِكمةٌ

وتَطيبُ في ديمومة الإعسارِ

فاسلمْ بنفسكَ أن تَرومَ سعادةً

وكفاكَ حَرّاً ما بها مِن نارِ

ولقد أقولُ لطامعٍ بسُلافها

ترجو الحَلاوَةَ مِن جَنى المرّار؟!

ما بينَ فَرحَةِ مَولدٍ ورَحيلُنا

نَبكي بِلا عَينينِ حُكم الذّاري

فَعَلامَ يَخْشَى الْمَرْءُ أوبة روحه

والموت يخرقُ أحصنَ الأَسوارِ؟!

والموتُ كلٌ لا مناصَ يذوقه

مهما استطالت غَفوةُ الأقدارِ

بينَ الأحبّة قد يُلاقي حَتفَه

فِي مَحضرَ التسبيحِ والأذكارِ

وَ تَمُوتُ آلافُ الخيامِ غريبةً

مَنْسِيَّةً بمَواطنِ الأغيارِ

فانشر جَناحَك للحياةِ مودِّعاً

واقرأ عليها سورَة الإدبارِ

والآن أمضي فالرّحيلُ يَشدُّني

وعزاءُ نفسي أنْ يَطيبَ بِذاري

أنسيتني أبتاهُ حيَّ مواجعي

وجَمعتَ من لُجَجِ الدروب نِثاري

فاكْرِمْ بِطَلِّ سحابكم من زائرٍ

ما هلَّ إلاَّ مُطفئاً لأواري

وَإليك مِنْ روحي التَّحِيَّةُ كُلَّمَا

ناحت ملوّعة عَلَى الأشجارِ

وسَقَاكَ ربي مِن مَعينه رَحمةً

وأنالَكَ السُّكنى مَع الأبرارِ

الصفحات