أنت هنا
قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء السادس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
أن مالك ذى بزن أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة قد أخذها بثلاثة وثلاثين بعيرا أو ثلاثة وثلاثين ناقة.
ورواه أبو داود عن عمرو بن عون الواسطي، عن عمارة بن زاذان الصيدلانى، عن ثابت البنانى، عن أنس به.
وقد روى الحافظ البيهقى هاهنا - حديث كتاب عمرو بن حزم فقال: أنبأنا أبو عبدالله الحافظ، أنبأنا أبو العباس الاصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس
ابن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثنى عبدالله بن أبى بكر، عن أبيه أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذى كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة ويأخذ صدقاتهم، فكتب له كتابا وعهدا وأمره فيه أمره.
فكتب: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله ورسوله، يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود، عهدا من رسول الله لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن.
أمره بتقوى الله في أمره كله، فإن الله مع الذين اتقوه والذين هم محسنون، وأمره أن يأخذ بالحق كما أمره الله، وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به، ويعلم الناس القرآن ويفقههم في الدين، وأن ينهى الناس فلا يمس أحد القرآن إلا وهو طاهر، وأن يخبر الناس بالذى لهم والذى عليهم، ويلين لهم في الحق ويشتد عليهم في الظلم، فإن الله حرم الظلم ونهى عنه فقال: " ألا لعنة الله على الظالمين، الذين يصدون عن سبيل الله ".
وأن يبشر الناس بالجنة وبعملها، وينذر الناس النار وعملها، ويستألف الناس حتى يتفقهوا في الدين، ويعلم الناس معالم الحج وسننه وفرائضه وما أمره الله به، والحج الاكبر الحج والحج الاصغر العمرة.
وأن ينهى الناس أن يصلى الرجل في ثوب واحد صغير إلا أن يكون واسعا
فيخالف بين طرفيه على عاتقيه، وينهى أن يحتبى الرجل في ثوب واحد ويفضى بفرجه إلى السماء، ولا ينقض شعر رأسه إذا عفى في قفاه، وينهى الناس إن كان بينهم هيج أن يدعو إلى القبائل والعشائر، وليكن دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له، فمن لم يدع إلى الله ودعا إلى العشائر والقبائل فليعطفوا بالسيف حتى يكون دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له.
ويأمر الناس بإسباغ الوضوء، وجوههم وأيديهم إلى المرافق وأرجلهم إلى
الكعبين وأن يمسحوا رؤوسهم كما أمرهم الله عزوجل، وأمروا بالصلاة لوقتها وإتمام الركوع والسجود وأن يغلس بالصبح و [ أن ] يهجر بالهاجرة حتى تميل الشمس، وصلاة العصر والشمس في الارض مبدرة، والمغرب حين يقبل الليل لا تؤخر حتى تبدو النجوم في السماء، والعشاء أول الليل.
وأمره أن يأخذ من المغانم خمس الله ما كتب على المؤمنين من الصدقة من العقار فيما سقى العين (1) وفيما سقت السماء العشر، وما سقى الغرب فنصف العشر، وفى كل عشر من الابل شاتان وفى عشرين أربع شياه، وفى أربعين من البقر بقرة، وفى كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة جذع أو جذعة، وفى كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة، فإنها فريضة الله التى افترض على المؤمنين، فمن زاد فهو خير له.
ومن أسلم من يهودى أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه فدان دين الاسلام، فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم، ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يغير عنها، وعلى كل حالم ذكر وأنثى حر أو عبد دينار واف أو عوضه من الثياب، فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله ورسوله، ومن منع ذلك فإنه عدو الله ورسوله والمؤمنين جميعا.
__________
(1) الاصل: المغل.
(*)