أنت هنا

قراءة كتاب الهروب وراء الظلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الهروب وراء الظلام

الهروب وراء الظلام

كتاب " الهروب وراء الظلام " ، تأليف محمد نور عبد الله رمضان ، والذي صدر عن دار الجنان عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

الجريمة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

رحلة البحث

ثلاث ساعات مرت على سلوى وحالتها في تحسن رغم أن فمها ما زال ينفتح ويغلق لا إرادياً ، أشارت لأحدهم أن يقترب منها ولما دنا نطقت بكلمات مليئة بالأسى موغلة في الحزن وهي تتلعثم قائلة :
ـ ال.. صا.. دق. ثم صمتت.
ونطق الرجل مذعوراً :
ـ الصادق فعل بك هذا .
وأومأت برأسها موافقة ما ذهب إليه وصرح للمحتشدين بذلك ولما سمعوا حديثه غفلت مجموعة منهم عائدة إلى البلدة للبحث عن الصادق والقبض عليه وتسليمه للشرطة إلا أنهم لم يقفوا له على أثر وطافوا على كل الأماكن التي يتردد عليها ولم يجنوا إلا التعب وأخيراً وبعد أن أضناهم الأرق هداهم تفكيرهم إلى طريق النهر وجهة الخروج الثانية من المنطقة وبالفعل توجهوا ولما ابتعدوا قليلاً عن البلدة وجدوا أثار خطواته المتباعدة تعدو عدوا وهرولوا وأملهم أن يجدوه قبل أن يعبر النهر، رآهم الصيّاد الذي ما زال يعيش فرحة غامرة حيث حصل على مبلغ لم يكن يحلم به ووفق في الإمساك بسمكة ضخمة ترقد وسط قاربه يائسة قانطة ولما اقترب جمعهم الذي يربو على عشرة رجال أو يزيد قال في فزع :
ـ ما بكم ؟
قال الذي يتقدمهم وصوته شبه غائب :
ـ ألم تر رجل قصير أصلع نحيف الجسم ملابسه بالية متسخة مر من هنا ؟
تردد الصيّاد لثوانٍ وتحسس الجنيهات القابعة داخل جيبه ثم قال مضطرباً:
ـ ما به ؟
صاح آخر في غضب :
ـ هل رأيته أم لا ؟
أراد الصيّاد أن ينكر إلا أن ضميره النائم استيقظ ونطق قائلا:ً
ـ نعم رأيته واستحلفني بالله أن أقله وحملته معي إلى الضفة الأخرى لأنه كان في عُجالة ولا يريد أن ينتظر البنطون الذي يجمع عدد كبير من الناس ثم يتحرك ولم يقل لهم بأن الصادق نقده عشرة جنيهات نظير الخدمة التي قدمها له .
وأضاف الصيّاد في استغراب :
ـ وهل فعل شيئاً ؟
قال آخر:
ـ لقد طعن هذا المعتوه امرأة وهي الآن في المستشفى تعيش لحظات عصيبة فهي أقرب للموت من الحياة .
تذكر الصيّاد الدماء التي رآها على جلبابه وحذائه والتي أثارت شكوكه وأيقن بأن من حمله لم يكن إلا مُجرما قاتلاً ولكنه أخفى المعلومة عنهم كما أخفى أمر الجنيهات ثم قال في حيرة محاولاً إبعادهم من أمامه حتى يستطيع أن يهرب هو الآخر :
ـ لا أحسبه ذهب بعيداً فلو كان قاربي يتسع لكم لحملتكم إلى الضفة الأخرى ولكن عليكم أن تذهبوا لمكان توقف البنطون.
كان مكان توقف البنطون شبه خالي والأشخاص الذين ينتظرونه يعيشون لحظات من الضيق والتذمر واستفسروا من أحدهم وأفادهم بأنه معطل وأن الميكانيكي الذي جيء به لتحديد العطل وإصلاحه لم يستطع أن يفعل شيئا وأن الميكانيكي الذي يقوم بإصلاحه في السابق طريح الفراش يعاني المرض.
قرر اثنان منهما أن يعودا إلى صاحب القارب الصغير ليقلهما وعلى البقية الانتظار، إلا أن صاحب القارب لم يصدق عينيه فلحظة انسحابهم من أمامه اختفى بسرعة البرق بعد أن نما لعلمه أنه حمل سفاح ولكيلا يجلب لنفسه الكثير من المتاعب نأى بنفسه بعيداً وحمل سمكته العملاقة على كتفه ومجدافه بيده وسحب قاربه بعيداً عن الشاطئ ووضعه بين العشرات من القوارب المتوقفة واختفى وسط زحام الأحياء الشعبية المكتظة.

الصفحات