أنت هنا

قراءة كتاب شخصيات لها تاريخ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شخصيات لها تاريخ

شخصيات لها تاريخ

كتاب " شخصيات لها تاريخ " ، تأليف عيد صلاح عبد العظيم عبد الصمد ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

أبو ذر الغفاري من قبيلة غفار، وكانت تلك القبيلة تسكن في قلب الصحراء العربية، حيث تتوسط المسافة بين مكة والمدينة، وكان معظم سكان القبيلة يعيشون علي مهاجمة قوافل التجار التي تمر بهم، ويستولون على أموالهم قهرا وظلما، لذا فإن قلوب التجار تتفزع خوفا ورعبا، كلما مروا بمساكن هذه القبيلة.

شجاعة أبي ذر

نشأ أبو ذر شجاعا قويا في الحق، وأبى أن يشارك قومه في السطو على القوافل، ورفض أن يكون لصا أو قاطع طريق، بل كان ينهاهم عن ذلك، وكلما رأى قومه يهاجمون قافلة، صاح فيهم قائلا: دعوا القافلة تسير في أمان، واتركوا لهم أموالهم..

موقف أبي ذر من الأصنام

كانت قبيلة غفار قبل الإسلام، تعبد الأصنام كسائر قبائل الأعراب في ذلك الوقت، وحدث ذات يوم، أن جاء عام انقطع فيه المطر، فجفت المراعي، وانعدمت المياه، وقرر رجال القبيلة أن يرحلوا إلى بيت الأصنام، ويقدموا لها الهدايا من الإبل والضحايا، ويقيموا عندها أياما، يعبدونها ويتوسلون إليها، أن ترسل إليهم المطر، فرحل القوم، وأبى أبو ذر أن يذهب معهم، غير إن أخاه أنيسا، ظل يلح عليه ، فلم يشأ أن يغضب أخاه، فرحل مع القوم..

عند الأصنام

نحر القوم الذبائح، وتوسلوا إلى أصنامهم، أن ترضى عنهم، وترسل إليهم المطر، ولم يكن أبو ذر من المتضرعين أمام تلك الأصنام، وظل بعيدا عنهم، يراقب ما يفعلون، ويسخر منهم، إلى أن جن الليل، ونام القوم، فاقترب من كبير الأصنام الذي يعبده قومه، ثم أمسك بحجر غليظ، وقذفه في وجهه، وانتظر أبو ذر أن يتحرك هذا الصنم، أو يدافع عن نفسه إلا إن الصنم ظل ساكنا، فانفجر أبو ذر بالضحك حتى أيقظ النائمين.

عند الصباح عاد القوم

رجع القوم إلى مساكنهم في الصحراء، فلم يجدوا مطرا، وعلم القوم أن أبا ذر يسخر من أصنامهم التي يقدسونها، فأخبرهم أبو ذر أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر، وما هي إلا أحجار صنعتها أيديهم، وأن الله الذي خلق السموات والأرض، وابدع الكائنات هو المستحق وحده للعبادة، كان أبو ذر يفعل ذلك ولم تكن قبيلة غفار تعرف عن الإسلام شيئا، حيث كانت الدعوة المحمدية مازالت في أول ظهورها، وكان محمد صلى الله عليه وسلم، يدعو إلى الإسلام سرا، خوفا من قريش التي كانت تعارض الإسلام، وتحارب المسلمين بكل عنف..

الصفحات